قطر وأمريكا شراكة إستراتيجية نموذجية

المتتبع لمسيرة العلاقات القطرية – الأمريكية يجدها تتمتع بخصوصية وتستند الى أسس متينة سرعان ما تحولت الى شراكة استراتيجية قوامها الاحترام المتبادل والتعاون المشترك فى كافة المجالات؛ خاصة مكافحة الارهاب كأولوية فى السياسة القطرية؛ وهكذا يتعزز الحوار الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن من خلال الجلسات والاجتماعات التى شهدتها المدينتان مؤخرا ؛ مما يجعلها ترتقى بالعلاقات الثنائية نحو فضاءات ارحب، جسدتها بقوة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية الموقعة بين الجانبين . ولذلك ليس من المبالغة ان يصنف المراقبون عام 2018 باعتباره رمزاً حقيقياً لقوة العلاقات القطرية ـ الأمريكية. وفى هذا السياق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين جاءت بالامس زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية للولايات المتحدة الامريكية؛ حيث اجرى مباحثات موسعة مع كثير من المسؤولين الامريكيين وقد تصدرت اللقاءات والاجتماعات العلاقات الاستراتيجية الثنائية بين الدولتين؛ كما لم تغب القضايا الاقليمية والدولية عن تلك اللقاءات؛ انطلاقا من كون قطر لاعبا رئيسيا ومؤثرا فى تلك الملفات لما تتمتع به من مصداقية؛ تنطلق من احترامها لمبادئ العلاقات الدولية ؛ وهو ما اكسب الدبلوماسية القطربة ذات الاحترام والتقدير الدوليين وجعلها تتمتع بعلاقات قوية مع كافة اعضاء الاسرة الدولية والاقليمية. وتكتسب تلك الزيارة اهميتها كونها تأتى بعد جولة الحوار الإستراتيجي الثاني بين البلدين التى عقدت بالدوحة، حيث جرى التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم وبيان نوايا لتعزيز التعاون على المستوى السياسي، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية. ليصبح تنامى الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين نموذجا. لا شك ان مثل هذه اللقاءات والمناقشات الدورية بين الدوحة وواشنطن تتيح الفرصة لتبادل الرؤى حول مجمل القضايا المهمة، بما في ذلك مكافحة التطرف والعنف. حيث تتفرد قطر بمذكرة تفاهم مع الادارة الامريكية لمحاربة الارهاب ؛ وانطلاقا من تلك الرؤية جاء اعلان سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاربعاء الماضى خلال مشاركته في اجتماع وزراء التحالف الدولي لهزيمة داعش بواشنطن عن اعتزام الدوحة استضافة اجتماع إقليمي رفيع العام الحالي للتصدي للجرائم البشعة التي يرتكبها تنظيم داعش.