11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصواب هو أن ندرك الرسالة

09 فبراير 2016

ما يُثير الحزن والأسف عادة هو أن نرى الغالبية العظمى وهي تفكر بشكلٍ سطحي يُقسِم على أن يظل بعيداً عن الأعماق؛ لتظل (والحديث عن تلك الغالبية) بعيدة هي الأخرى، غير قادرة على معرفة ما يجري، ليس لأنها لا تستطيع الغوص؛ لمعرفة الحقيقة بل لأنها مستمتعة بتواجدها على السطح، الذي يضمن لها الراحة من جهة والتحرر من جهة أخرى، فأما الراحة فهي من تكبد عناء الغوص، والبحث عن حقيقة ما يصل إليها؛ للتعرف على هويتها كما يجب، والتدقيق فيها على أمل معرفة الخطب الذي تعاني منه، وهو كل ما تقوم به؛ كي تتجنب المشقة التي لن تضيف إلى فاتورتها سوى المشقة، التي لا يميل إليها أصحاب القلوب الضعيفة، ممن يحرصون على تناول ما يُقدم لهم دون محاولة التفكير بحقيقة مكوناته؛ لإدراك ما إذا كانت مناسبة لهم أم لا. وأما التحرر فهو من كل ما قد سبق؛ بحثاً عن حياة هانئة لا تعب فيها ولا نصب، إذ ومن وجهة نظرهم فإن شرط البقاء على قيد الحياة هو أن تكون هانئة، وإلا فلا معنى لها ولا قيمة، ولكن هل يُعقل أن تكون الحياة كذلك ما لم تتعرض لبعض الضغوط التي ستسبقها وستحتاج لردود فعل متى كانت فستكون النتيجة ومن بعد (تلك الحياة الهانئة) التي يحلم بها أي عاقل، سيدرك ذلك وسيحرص على أن يحصل على ما يريده فعلاً.إن ما يكون من الغالبية العظمى لا يستحق أن يُفرض على البقية بحكم أن السيادة فالقيادة للسواد الأعظم، ولكنه ما يجدر بأن ينصاع لمؤشر واحد يستحق تولي مهمة توجيه الأمور، وهو ذاك الذي يخضع للصواب فقط، فإن قُدر له أن يكون فعلا من الغالبية العظمى أو حتى من الأقلية فلاشك أنه ما سيستحق أن يظل متماسكاً دون أن يتأثر بتاتاً ومهما كانت الظروف، ومن وجهة نظري فإن توجه الغالبية عادة يؤثر على الرسالة المُرسلة، ويعبث بفرص نجاتها ونجاحها، حتى وإن كانت عظيمة تستحق من المتلقين فرصة الاطلاع عليها؛ لمعرفة ما تدعو إليه، فإن كان ملائماً ولائقاً فإن من الصواب أن يؤخذ بعين الاعتبار دون أن يتم رفضه قبل معرفة محتواه، فالطبيعي أن نبحث وبشكلٍ جيد في تفاصيل تلك الرسالة، وما تدعو إليه وما تنادي به (على أمل) أن نخرج منه بالفائدة المرجوة، (لا) أن نحكم عليها وعلى محتواها بالفشل لمجرد أن صاحبها قد فشل بإقناعنا بأن رسالته تتمتع بما يكفي؛ لتغيير مسار الأمور، ولنقف قليلاً عند هذه النقطة، التي لطالما وُجد من قد وقف لها بالمرصاد وهي: وجود من يسعى إلى تغيير مسار الأمور؛ كي تصل لأفضل ما يمكن بلوغه، بفضل رسالة أصيلة تهتم بالفرد والجماعة. حقيقة فإن التفكير بهذه النقطة يستحق أن يكون هدفاً (بحد ذاته) ترتكز عليه حياتنا، دون أن نسمح للعابثين أن يعبثوا به فيؤثروا عليه، وهم أولئك الذين ينتشرون في كل مكان، يجمعهم ذات الهدف، الذي يعيشون من أجله وإن مات غيرهم ممن ستُكتب لهم الحياة إن توافرت تلك الرسائل الإيجابية التي تدعو إلى حياة أفضل، تُوجه إليهم من قِبل كل من يتعهد ببث تلك الرسائل، التي تستحق منا معرفة ما تحمله قبل أن نطلق أحكامنا عليها، والهدف من كل ذلك هو أن نحظى بحياة كريمة نقود فيها ولا نُقاد؛ لذا فلنتفحص كل ما يُقدم لنا، ولا نسمح لسوانا أن يُحدد مصيرنا، خاصة وأن المهمة تخصنا وحدنا، وكل ما يستحق أن يكون سيكون لنا وحدنا أيضاً، وعليه فلنبحث عن النتائج الجيدة بالالتزام بما قد سبق ذكره.بعيداً عن كل ما قد سبق، وقريباً من أحداث هذا اليوملابد أن ندرك أن ما تتكبده قطر من أجل توفير بيئة صحية ولائقة بالجميع وللجميع هو ما يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأن ما قد خُطط له من أجل هذا اليوم هو ما يستحق مقابلته بتفاعلٍ حقيقي وتقدير يليق به وبحجم الجهود التي بُذلت؛ تلبية لتلك الأهداف الراقية التي ستنصب في قالب سيخدم كل من هو على ظهر هذا الوطن الغالي، الذي يسرني بأن أقبله على جبينه قبلة تقول له: صباح الخير يا وطن لم يبخل علينا بالإنجازات العظيمة، ولن نبخل عليه بالتقدم بما يوازي تلك الإنجازات إن شاء الله.