14 سبتمبر 2025

تسجيل

حياتك معه كيف تعالجها؟

09 فبراير 2013

التوافق نقطة لا يمكن أن نصل إليها بسهولة، فهي تتطلب الكثير من الجهد الذي لا يعتمد على طرف دون الآخر، وإنما ذاك الجهد الذي يبذله بل ويحرص عليه من يود بلوغها تلك النقطة، حيث ان كل ما تتطلبه العلاقات البشرية؛ كي تستمر عجلتها بالدوران هو التوافق، الذي يجلب من بعده الكثير من الأمور التي ستصل إلى نهاية واحدة تُعرف بـ (الحب الحقيقي) الذي سيجعل تلك العلاقة ناجحة وبكل المقاييس، وهو الأمر الذي ينطبق على جميع العلاقات وعلى رأسها العلاقة الزوجية، التي تتميز بأنها تجمع شخصيات مختلفة ضمن قالب تنصب فيه ذات الظروف التي يمكن أن تصغر أو العكس أي كل ما سيأتي معتمداً على (ردة الفعل) التي ستكون منها تلك الشخصيات فيما يخص تلك الظروف التي تعرضت لها، وهو ما سيكون بمثابة اختبار تُعرف معه القلوب وما تخفيه في أعماقها ويبحث له عن فرصة؛ ليظهر من خلالها. إن بلوغ نقطة التوافق تلك لا يشترط المرور بمحطات كثيرة تشكو من الخلافات المستمرة، ولكنه وفي المقابل ما يحتاجها تلك الخلافات؛ كي تتوق النفس وتشتاق إلى التعرف على التوافق وما يحتاجه ويتطلبه، وهي تلك التي يعيشها ويواجهها الإنسان وإن كان ذلك بين حدود نفسه، التي ستحمل بين طياتها الكثير من الاختلافات التي ستثير الكثير من الخلافات، التي يمكن أن تمتد إلى الشريك، فالأمر لا يتعلق ضمن دائرة فرد بحد ذاته، ولكنه ما يمكن أن يظهر بملامحه على الآخرين ممن يمكن أن يكون من بينهم الشريك، الذي يعني تواجده في الحياة تواجد المشاكل؛ لاختلاف وجهات النظر حول الكثير من الأمور التي قد تبدأ صغيرة ولكن سرعان ما ستكبر، وهو ما لا يُعد عيباً بتاتاً، بل هو الأمر الصحي الذي سيكشف لكل شريك طبيعة الآخر، وسيقدم له الطريقة الصحيحة لكيفية التعامل معه، فالعيش برخاء لا يوفر للإنسان فرصة التعرف على من هو أمامه بشكل سيكشف ما في الباطن، كما تفعل المشكلات الحقيقية، ولكنه سيجعل الآخر يبدو كهدية ضمن علبة لا يُعرف كيف ومتى ستُستخدم. إن العلاقة الزوجية وإن توافرت لها كل الحلول إلا أنها لن تكون مُجدية بتاتاً ما لم يدرك الزوج وزوجته أهمية تلك الحلول، وأخذ كل واحد منهما بها وبشكل جدي؛ ليصحح مسار حياته مع شريكه، مما يعني أن الإيمان بقيمة الحلول هو الحل الأكبر لمعالجة خلافات الحياة الزوجية المشتركة، والأجدر أن يكون التركيز على قيمتها بدلاً من تحديدها ومن ثم فرضها كحلول لابد أن تنطبق على الجميع وإن لم تناسبها من المقام الأول. إن الحياة الزوجية الناجحة والخالية من الخلافات لن تُفرغ ما بالنفوس كما يُفرغ ما بالجيوب إن لم تكن تلك الخلافات، والحاجة إليها تدعمها الحاجة إلى تلك الحلول السليمة والمناسبة التي يمكن أن تسعف الحياة الزوجية قبل أن يغلبها المرض، أو أن تفقد صوابها بعد أن تعاكسها المشاكل؛ لتصبح الحياة من بعدها داكنة وبلون داكن لن يرغب بها القلب، والمشكلة إن انتشرت هذه الحالة، وولدت في مجتمعنا حالة من اليأس لا شك أننا لا نريدها، حيث ستكون ككتلة من الهم ستشغل الزاوية الثالثة، التي تحرص وبشدة على المساعدة والاهتمام بالآخرين، وهو تماماً ما قد حدث معنا في السابق، وسيحدث لنا من جديد إن شاء الله، فإليكم ما هو لكم.