14 سبتمبر 2025

تسجيل

أي الفريقين أحق؟

09 فبراير 2011

لطالما تحدث الغرب عن نظرة الإسلام إلى المرأة من زاوية ضيقة متحاملة، وظل هذا ديدن أنصاره في شرقنا الإسلامي، من علمانيين لا دينيين وبعض جهلة المتحدثين عن الإسلام بالإنابة، ووضعوا تصورات مفادها أن نظرة الإسلام للمرأة ينبغي أن تتطور مواكبة للعصر وتلبية للحاجة الملحة فلم يعد من المقبول ذاك الخطاب الرجعي على — حد قولهم — بل ينبغي أن يستحدث خطاب يواكب المتغيرات المتلاحقة. وقبل أن نتحدث عن دفع الشبهة والرد عليها، لابد من التفريق بين أمرين؛ بين النظرة الإسلامية المحضة، والتطبيق لها، فكثيرا ما يخلط البعض في ذلك خلطا عجيبا إذ يحمل المنهج المعصوم أخطاء التطبيق له. ولذلك سأعرض في هذا المقال والذي يليه لمكانة المرأة مبينا ما كانت عليه وما آلت بفضل الإسلام إليه. إن المطلع على صفحات التاريخ ليدرك بما لا يدع مجالا للشك كيف أن المرأة قد ظلمت في العصور والحضارات المتتابعة وكيف أعطاها الإسلام حقها كاملا غير منقوص. الحضارة الإغريقية تصف المرأة في ثقافتها: بالشجرة المسمومة، وتقول عنها هي رجس من عمل الشيطان، وكانت تباع كأي سلعة أو متاع. ولم يكن الحال أفضل منه عند الرومان الذين يصفون المرأة بأنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت وهو كذلك عند الصينيين وربما أشد فهي لا تعدو عندهم من وصفهم بأنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها. وأما الهنود فقالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من المرأة، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه. وعند الفرس: أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت. وعند اليهود: قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز لأبيها بيعها. وعند النصارى: عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً "قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنجليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل (المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة. وعند العرب قبل الإسلام: تبغض بغض الموت، بل يؤدي الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة. هذه نظرتهم للمرأة فكيف نظرة الإسلام؟ هذا ما سنتعرض له في المقال القادم إن شاء الله.