وساطة قطرية وجهود إنسانية مستمرة

الاتصال الهاتفي الذي تلقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من فخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، وجرى خلاله مناقشة آخر تطورات الأوضاع في أوكرانيا، لا سيما مساعي وجهود المجتمع الدولي لوقف القتال وحماية المدنيين، والإبقاء على كافة قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية، فضلا عن جهود دولة قطر من أجل لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، ضمن وساطتها المستمرة الهادفة إلى لم شمل الأسر المشتتة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، جاء ليعكس الدور الفاعل لدولة قطر باعتبارها لاعبا مهما في جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين. ويؤكد هذا التواصل بين صاحب السمو والرئيس زيلينسكي أهمية الدور الذي تلعبه دولة قطر كوسيط دولي موثوق به لدى مختلف الأطراف والتزامها الدائم بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، خصوصا في ظل نجاح وساطتها المستمرة في لم شمل عدد من الأطفال الأوكرانيين بعائلاتهم في أوكرانيا، وفي دفع الحوار بين الجانبين، بما يتماشى مع مبادئها تجاه حل النزاعات وصنع السلام. ومع مساعيها الدؤوبة، لأجل إنهاء العدوان الإسرائيلي وإبرام صفقات لتبادل الرهائن والأسرى بين المقاومة والكيان الاسرائيلي، تواصل قطر العمل على العديد من ملفات الوساطة لتترك بصمتها المميزة في صناعة السلام في كل أنحاء العالم. لقد اكتسبت دولة قطر، من خلال النتائج التي حققتها في العديد من الوساطات المعقدة، الثقة في جهود الدبلوماسية القطرية على الساحة الدولية، والتي شهد لها الجميع بدورها المحوري المهم في حل الأزمات العالمية، وتفوقها في حل أصعب الملفات تعقيدا، حتى أصبحت تتبوأ مكانة رفيعة كوسيط دولي بارز في حل النزاعات ونزع فتيل العديد من الأزمات. إن سجل النجاحات القطرية الطويل في هذه الجهود، يعود إلى الرعاية التي يوليها صاحب السمو لدبلوماسية الوساطة، وإيمانه القوي بأن «حل النزاعات بالطرق السلمية طويل وشاق، لكنه أقل كلفة من الحروب».