قطر.. موقف ثابت

عشية الجولة المرتقبة للسيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنطقة، جاء إعلان الجنرال أنطوني زيني المبعوث الأمريكي لحل الأزمة الخليجية، استقالته من منصبه، بينما كان يفترض أن يرافق وزير الخارجية الأمريكي خلال الجولة التي تشمل دول الخليج الست ومصر والأردن. وبحسب زيني فإن استقالته جاءت بسبب «تعنت قادة أطراف الأزمة الخليجية، وعدم تعاطيهم مع جهود الوساطة المستمرة، التي عرضت الولايات المتحدة المساعدة في تنشيطها». وتبدو إشارة الجنرال زيني، واضحة حول عرقلة دول الحصار للجهود التي يبذلها الوسطاء، مقابل الموقف القطري الثابت منذ اليوم الأول للأزمة، وهو الموقف الذي ظلت تعبر عنه بتأكيدها على ضرورة التسوية السلمية للمنازعات وقناعتها بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمات، حيث تجاوبت الدولة وما زالت مع جميع المساعي المقدرة من الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ لإنهاء هذه الأزمة من خلال حوار غير مشروط قائم على الاحترام المتبادل لسيادة الدول. لقد ظل موقف دولة قطر إزاء الحوار القائم على الاحترام المتبادل لسيادة الدول ثابتاً، على الرغم من أنها تجاوزت الأزمة وتداعياتها منذ أيامها الأولى، بل وتمكنت خلال فترة الحصار من تعزيز مكانة الدولة وترسيخَ دورها كشريكٍ فاعل على الساحة الإقليمية والدولية، كما واصَلَ الاقتصاد نُموَّه، وحافظت قطر على مواقعها المتقدمة وصدارتها لدول المنطقة على المؤشرات الدولية وخصوصا في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية. بل إن قطر خرجت أقوى من الحصار والذي كانت أكثر مكاسبه أنه عزّز إيمان الشعب بقدراته وقيمه ومبادئه، وازداد وحدة وتماسكاً والتفافا حول قيادته. لقد أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أنه على الرغم من كل الجروح والآلام التي لحقت بشعبنا جراء هذا الحصار، ستبقى قطر دائماً حريصة على انتهاج الحوار سبيلاً لحل وتسوية أية خلافات، بعيداً عن الضغوط والإملاءات والشروط، وعلى أساس الاحترام المتبادل والتعهدات المشتركة.