04 نوفمبر 2025
تسجيللم يأتِ مؤلفُ كتابِ "نارٌ وغضبٌ داخلَ البيتِ الأبيض" لترامب بجديدٍ فيما يتعلقُ بجريمةِ الحصارِ التي نفذتها الدولُ (الشقيقةُ) المتهالكةُ حضارياً وإنسانياً وسياسياً، لكنه استطاعَ أنْ يكسرَ حلقةَ الصمتِ الإعلاميِّ المحيطةَ بالسعوديةِ، وينقلَ إلى الشعوبِ الصورةَ الحقيقيةَ لمغامراتها الحمقاءِ، وسياساتها الرعناءِ في خليجنا ووطننا العربيِّ. ورغمَ الضجةِ التي أثارها الكتابُ إلا أنها ستتلاشى شيئاً فشيئاً، ولن يبقى من أثرٍ لها إلا داخلَ الولاياتِ المتحدةِ لأنها دولةُ مؤسساتٍ تحاسبُ كلَّ شخصٍ فيها مهما علتْ مكانته. أما دولُ الحصارِ الجاهليةُ فإنها لا تعرفُ معنى الديمقراطيةِ، وليس فيها عملٌ مؤسسي وحرياتٌ، لذلك ستتجاهلُ الضجةَ وكأنَّ الكتابَ لم يفضحْ دناءاتها في التعاملِ مع قضيةِ الأمةِ الرئيسةِ: القضية الفلسطينيةِ، ويكشفُ سفاهاتها اللا عربيةَ واللا إسلاميةَ في دعمِ الانقلاباتِ، وإجهاضِ آمالِ الشعوبِ، والسعي لتقسيم اليمنِ وسوريا والعراقِ، وحصارِ بلادنا. وستعملُ على شغلِ مواطنيها من خلالِ زيادةِ جرعاتِ الانحطاطِ الأخلاقيِّ في منابرها الإعلاميةِ والدينيةِ والفنيةِ ضدَّ قطرَ وكلِّ شريفٍ في أمتينا العربيةِ والإسلاميةِ، في حالةٍ تعكسُ الانفصالَ عن الواقعِ، وتشيرُ إلى المآزقِ التي جرتْ إمارةُ الخرابِ والظلامِ الظبيانيةُ تلك الدولَ إليها. كقطريينَ، علينا الانتباهُ جيداً إلى ما جاءَ في الكتابِ لأنه يثبتُ أنَّ التخطيطَ لغزوِ بلادنا، وتغييرَ نظامِ الحكمِ فيها يتعلقانِ بالرؤيةِ الإماراتيةِ الإمبراطوريةِ الجوفاءِ. فإمارةُ الخرابِ الدحلانيةُ تبحثُ عن دورٍ وتأثيرٍ أكبرَ كثيراً من حجمها وقدراتها، ولأنها لا تملكُ رؤيةً حضاريةً كـ قطرَ، فإنها تسعى لتحقيقِ رؤيتها من خلالِ الالتحاقِ كعميلٍ صغيرٍ بالمشروعِ الصهيونيِّ، فنجحتْ في التحكمِ بالسعوديةِ سياسياً، واستطاعتْ جرها إلى الهاويةِ عندما أقنعتْ قيادتها الجديدةَ بعدمِ جدوى التغطي بالإسلامِ وأخلاقه، ودفعتْ بها إلى علمانيةٍ ليس فيها من العلمانيةِ إلا الانسلاخ عن العقيدةِ وروحها، فخسرتِ المملكةُ هيبتها واحترامها ومكانتها في نفوسِ الشعوبِ. وكانتِ المصيبةُ الكبرى حين نجحَ غلمانُ دحلانَ بإقناعِ السعوديينَ أنَّ قطرَ هدفٌ سهلٌ، ولابدَّ من منعِ سموِّ الأميرِ المفدى عن تحقيقِ رؤيته لبلادنا وشعبنا، وجهوده للانتقالِ إلى دولةِ المؤسساتِ والحرياتِ، لأنَّ ذلك يشكلُ خطراً على نظامي الحكمِ في إمارةِ دحلانَ والرياضِ، فكانَ قرارُ الحصارِ بضوءٍ أخضرَ من أحمقِ البيتِ الأبيضِ الذي أخذَ الجزيةَ من السعوديةِ، وحصلَ منها على تأكيداتٍ بدعم خطته للقضاءِ على القضيةِ الفلسطينيةِ. إذن، نحنُ لا نتحدثُ عن حالةٍ سياسيةٍ طارئةٍ وإنما عن رؤيةٍ استعماريةٍ تجاه بلادنا، وتهديدٍ وجوديٍّ لها. وهذا يدفعنا للتخطيطِ لمستقبلٍ تكونُ لنا فيه تحالفاتٌ دوليةٌ، وأخرى مع سلطنةِ عمان والكويتِ، ونتمكنُ فيه من إعدادِ قوةِ ردعٍ عسكريةٍ بحيث نحولُ دون تمكِّنِ (الأشقاءِ) من تنفيذِ مخططاتهم العدوانيةِ، وكعربٍ ومسلمينَ، علينا الانتباهُ إلى إلى مخططاتِ المتصهينينَ العربِ لمحاصرةِ عمانَ برياً، وجرِّ السودان للحربِ، وإضعافِ باكستانَ حفاظاً على استمرارِ المشروعِ الإمبراطوريِّ الإماراتيِّ للهيمنةِ على الخليجِ وبحرِ العربِ والبحرِ الأحمرِ في تناغمٍ مريبٍ مع المشروعِ الصهيونيِّ. فمنذُ أسابيعَ، تُخاضُ حروبٌ إعلاميةٌ منحطةٌ ضد السودانِ وشعبه في مجمعِ الساقطينَ المسمى بالإعلامِ المصريِّ، ويتمُّ التحريضُ، في الإعلامِ الإماراتيِّ، على باكستانَ بالحديثِ عن دورها في دعمِ الإرهابِ تغطيةً على مخاوفِ إمارةِ دحلانَ من ميناءِ جودار الباكستانيِّ الذي يشكلُ تهديداً لموانئ دبي. وتُثارُ زوابعُ من الاتهاماتِ لعمانَ ومهاجمةِ سياساتها، في محاولةٍ لمنعها عن الإعدادِ لمواجهةِ الخطرِ الإماراتيِّ السعوديِّ إذا نجحَ مخططُ تقسيمِ اليمنِ. جاءَ الكتابُ ليقولَ أموراً لم يكن الإعلامُ يثيرها بسببِ المالِ الحرامِ الذي اشترتْ به أبو ظبي والرياضُ ضمائرَ كثيرينَ في بعضِ دولنا العربيةِ ودولٍ غربيةٍ. وليس هدفنا التطبيلَ له وإنما قراءته بحيثُ نستطيعُ استشرافَ المستقبلِ ومتابعةَ مسيرةِ نهضتنا دون مخاوفَ من الذين يفترضُ أنهم (أشقاء)