11 سبتمبر 2025

تسجيل

بالية ولا حق لها بأن تكون

09 يناير 2016

ما نعيش ونتعايش معه وتنصهر من أجله ظروفنا وكأن مصاهرة حميمة تجمع بينهما يفرض علينا حالة من الألفة، فيبدو لنا ومع مرور الوقت وكأن كل الأشياء متفقة ومتوافقة وإنْ لم تكن كذلك فعلاً، والحق أننا وإنْ بلغنا تلك المرحلة فسنصبح ونمسي مع عادة جديدة قد نعتمدها في حياتنا وقد لا نفعل، والَحَكم الذي سيبت في هذا الموضوع هو ما سيعود علينا من منفعة متى طابقت مصالحنا قُدر لها بأن تكون وتستمر مخترقة الأجيال اللاحقة، التي ومن الممكن بأن تنزعج منها؛ لعدم توافقها وظروف زمانها، الأمر الذي يجعلها عادات بالية لا حق لها بأن تكون؛ لغياب نفعها وحضور ضررها كل الوقت ولدرجة ستضيع معها الحقوق، وبما أن الأمر يتعلق بالحقوق فلاشك أن التطرق لموضوع العادات البالية خطوة ستكون من الزاوية الثالثة التي تحرص على المحافظة عليها في سبيل إحداث التغييرات المطلوبة من أجل مجتمع أفضل إن شاء الله.أحبتي: إن تواجدنا في مجتمع واحد يعني أن نعيش ذات المصير، الذي يقدم لنا كل شيء بالجملة، فإن كان الحديث عن المزايا أو المساوئ فلاشك أنها تلك التي ستنسكب علينا ‏بالجملة أيضاً؛ لذا يجدر بنا التفكير في طبيعة ما نريده؛ كي نحصل عليه كما نريد. حين يكون الحديث عن العادات البالية فنحن نتحدث عن كل ما لا يملك من الفائدة ريحها، ولكنه يُفرض علينا غصباً وإن لم نقتنع به، ونجده ما يفعل؛ لتمسك السواد الأعظم به وإن لم يكن مجدياً من الأصل، ولكن نظراً للكم الهائل المتشبث به فإنه يُفرض علينا فرضاً يخنقنا كل الوقت، ويجعلنا نسير في خطوات مبعثرة لا تعرف للنهاية وجهاً، ولكنه ما يكون منا؛ كي نؤكد على أن الحياة مستمرة وإن لم تكن على خير ما يرام بالنسبة لنا وهو ما لا يهم بتاتاً، فما يهم هو أن تكون على خير ما يرام لغيرنا؛ لأن اللوحة التي يحرص الواقع على رسمها تريد إظهار سعادة البعض وإن لم يكن الوضع ذاته مع البعض الآخر، وهو ما يعني أن الظلم سيحط على بعض الرؤوس؛ متجاوزاً غيرها، ولا نعني بذلك سواه من يقبل بما لا يُقبل؛ كي يعيش حتى وإنْ كان ذلك بأقل المكاسب، التي كان من الممكن بأن يفوز بما هو أكثر منها متى نبذ كل العادات البالية التي تكون متوافقة مع زمن معين ما أن ينتهي حتى تفقد صلاحيتها؛ لتجلب من الخسائر أكثر مما يمكن بأن تجلبه من مكاسب، سيفوز بها كل من يسعى إلى تطوير ذاته ومجتمعه متى قرر فعل ذلك فعلاً من خلال طرحه للجديد الذي يحمل بين طياته من الفائدة ما يكفي؛ كي يحقق له المراد وهو المُراد بإذن الله تعالى، وسنحرص على بث ثقافة الحصول عليه من خلال محاولاتنا المستمرة؛ لنبذ تلك العادات البالية المنتشرة بيننا، وتستحق منا التعامل معها بما يليق؛ كي نحظى بالخير الذي نريده من هذه الحياة.من همسات الزاوية‏ما يستحق أن يعيش هو ما يمكنه جعل حياتك أفضل، وعليه فلتهرع لرفوف عاداتك؛ كي تتخلص من كل ما قد جار عليه الزمان، وأظهر قلة فائدته وعدم قدرته على مساعدتك بأي شيء؛ لتتخلص منه، وتستبدل مكانه بما فيه منفعة أكثر، وقدرة أكبر على تحسين وضعك للأفضل.