16 سبتمبر 2025

تسجيل

نشيد المهر

09 يناير 2013

قاومتِ فيكِ ذئابَ الوقتِ فانكفأت قوافل البرد عن ناري وأسئلتي وأمسِ شمتكِ شمتُ الغيم منطلقـــــاً مهراً جموحاً ونزفاً عاليَ اللغـــــــةِ فلتهطلي ملء دمع الناس أجوبـــــــــــــــــةً ولتشهقي كحقول القمــــــــــــــــــح والذرةِ مادام عدْوُكِ فينا صاخباً وغــــــــــــــــــــداً قد يشتري الموت أجداثاً.. ..لكلِّ عــــــــــتي أورقتِ في صحفِ الأيام طالعــــــــــــــــــةً من حصّة الدرسِ.. أقواساً على شفتــــي وكان خطوُكِ يمحو ظلّ من عبـــــــــــروا ليلاً، ويكتب الطرقات البكر: بوصلـــــتي لا تُنظريني.. وقد يمّمــــــــت شارعهم أقفو صهيلكِ يعلو.. والصباح فتــــــــــي * * * المهر العابث ملء الصمت الماكث فينا، المهر العابر في البرية ينثر حجر الصوان شراراً قدرياً، المهر العابق بنجيعٍ أخضرَ يكتب سطراً في أنشودة كل السوريين، الموتى موتى، والأحياء هم الشهداء، ولا تثريب على جنديٍّ يتعثّر أو يعثر في جيب الموت على دمعة أمّ، أو تلويحة أنثى، المهر العاشق يهذي بالطرقات، ويصهل.. لا ليحطّ الموت على كتف الآباء.. ولا لينام الأطفال ويصحوا على آباءٍ ذُبِحوا في الليل، المهر العاشق فينا يقطف وردته للموت، ويهذي بالناس.. يا ناس.. يا ناس.. هذا الأسودُ ليلٌ، لا تثقوا بالنوم الآمنِ، أو بالغسقِ المتطامنِ، خفّوا لرحيلٍ بعد رحيل بعد رحيل. يا ناس.. البردُ صديق الصبر، الجوع رفيقُ المهرِ، ولكن كم جوعاً ينزع من جوف المجد رغيفاً أبدياً؟ كم جوعٍ مرّ، وكم جفنٍ قرّ، وكم نائحةٍ بسطت هذا الليل دفاتر . وكم صرخت في وجه الكاميرات عن البرد المتلفع بثياب القتلة. المهر النازف يكمل صرخته في الدرس الأول، ينجو من وصفة كل الخوافين ويجري، خبباً خبباً.. خبباً، يرسم في مدن الضوء مساراً فضياً.. محفوفاً بالشرر اللامع، يجري خبباً، يقفز في فلوات الضوء.. يصهل، فلواً يملأ حاشية الدفتر بالركض الجامحِ، مهراً في حنجرة الشاعر، في عزف الناي المجروح بخيبتنا، في صفحات الناس الموتى الأحياء.. الأحياء الموتى، يملأ محبرة الراوي وجعاً، وخُطاطتهُ ثرثرة الشارع.. وحروف الشاعر، وفصول الحرب الدائرة شتاءً، وحقول الشمس البائرة خريفاً، وسماء الحلم العابرة نجيعاً، المهر الماكث فينا وجعاً بدوياً.. يترك للريح خطاه، وللرمل عصاه، وللإخوة أن يشتركوا في معرفة المطلق.. حين يجرّون الحرب إلى المُغلقِ، حين يعود الجندِ إلى صفّين.. يحتربون كأنْ لم يقضوا وطر الحرب معاً. هذا الأسود ليلٌ، لا ترتبكوا من مهر يجفل، أو وطنٍ يصهلُ، أو إخوة يوسف يرمون له الحبل الرخو، ولا ترتبكوا حين يغنّي الموت كسائس خيلٍ، ويمسّد أعراف النص، هذا وطن ينشأ في السردية مهراً محفوفاً بالشهداء.