15 سبتمبر 2025

تسجيل

مونديال قطر 2022 مرآة لوجه الإسلام الحضاري

08 ديسمبر 2022

عبارات قالها صاحب السمو أمير البلاد المفدى أثلجت صدور كل مسلم غيور على دينه وحضارته وثقافته، وذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني في شهر مايو الماضي عند زيارته لجمهورية ألمانيا الاتحادية، حينما كان يرد سموه على سؤال احد الصحفيين في كيفية استقبال قطر للجماهير في مونديال قطر 2022، حيث قال "الجميع مرحب به في الدوحة ولن نمنع أحدا من الحضور إلى بلادنا فقطر بلد مضياف وهناك ملايين من الناس يأتون لزيارة بلادنا كل عام وكأس العالم هي فرصة عظيمة للكثيرين للمجيء إلى قطر واكتشاف الثقافة القطرية ولن نمنع أحدا من القدوم والاستمتاع بمشاهدة كرة القدم لكنني أريد أيضا أن يأتي الجميع ويستمتعوا بثقافتنا باعتبارها ثقافة مختلفة رغم أننا كلنا نعيش في عالم واحد ولكننا أيضا نتوقع ونريد احترام ثقافتنا" ومثلت هذه العبارات قاعدة متينة عمل عليها الجميع بقطر على مختلف مستويات التنظيم في كيفية استقبال ضيوف المونديال من مختلف الثقافات والشعوب والحضارات المتنوعة والعمل على منحهم الفرص الكاملة للترفيه والاستمتاع بأوقاتهم. تعاليمنا الإسلامية خط أحمر لما كان التفاعل مع الثقافات الأخرى وخاصة تلك البعيدة عنا كل البُعد أمر صعب ومعقد وقد يؤدي الى خلق الكثير من الخلافات والنزاعات التي نحن في غنى عنها، بادرت دولة قطر بوضع أسس وقوانين واضحة لاحترام الآخرين سواء المقيمين او الضيوف للبلاد يجب مراعاتها خاصة ان عاداتنا المحلية النابعة عن ديننا الحنيف والتي لا زال الشعب القطري من الشعوب المتمسكة بها وتمارسها بشكل يومي ولا يمكن لأي مناسبة كانت عابرة أو متكررة ان تؤثر في تغيير منهج حياتنا لأنها أصيلة ونابعة من عقيدتنا التي تربينا عليها وتناقلتها الأجيال منذ مئات السنين وغرزها فينا أجدادنا وأمهاتنا، لذلك كانت تصريحات سمو الأمير والمسؤولين في جميع المحافل تتماشى مع ما ورثناه وترعرعنا عليه، كما نحن المسلمين نحترم قوانين تلك الدول وعاداتها وتقاليدها يجب ان يبادلونا نفس الاحترام والتقدير ولا نطلب منهم أي زيادة على ذلك أو تكليفات إضافية، وكانت نتائج هذه الخطوط الحمراء التي وضعتها اللجنة المنظمة للبطولة في جميع مراحل ومحافل الفعاليات للمونديال مذهلة للجميع حيث التزم جميع الضيوف بهذه القوانين والمحظورات ولم يعتبرها أحد انتقاصا في حقوقه المكفولة له حسب القانون او تقييدا لحريته الشخصية لأن كل هذه العادات المحظورة يعتبرها الكثيرون منهم ضارة بالصحة والتعايش والتعامل مع الآخرين لذلك شرع لنا ديننا الحنيف بعدم تداولها وممارستها، ولم لا وهي صادرة من الذي لا ينطق عن الهوى المرسل من الله هداية ورحمة للعالمين سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم. المونديال فرصة لعكس سماحة ديننا الحنيف عندما نسمع الحديث عن الثقافات، فإنّ أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو العرق أو السلالة التي ينتمي إليها الفرد، غير أنّ الثقافة في واقع الأمر تمتدّ لأبعد من ذلك بكثير، جميعنا جزء من مجموعات ثقافية مختلفة، ومن المهمّ أن نعي بأن هوّيتنا الثقافية تتطور وتتغّير بتغير الظروف من حولنا أو بتغير القيم والمعتقدات التي نتعرض لها، لذلك نبعت ثقافتنا من معتقد ديني أصيل وهو الدين الإسلامي، ويجب الا يتردد أي مسلم في إظهار ثقافته للآخرين ليتعرفوا عليها لأنهم جاءوا الينا وهم يتشوقون لمعرفة كيف نعيش مع أنفسنا ونتعايش مع الآخرين وماهي الثقافات والمعتقدات التي تربطنا مع بعض في بلادنا، لذلك كان من أولويات اللجنة المنظمة هي اظهار هذه الثقافات والعادات ونجحنا بشكل كبير في إظهار الكثير منها سواء من خلال الفعاليات المصاحبة للمونديال أو بإطلاق بعض المبادرات الفعالة من بعض الشباب والشابات القطريين في عرض هذه الثقافة بأشكال متنوعة وبصورة صحيحة مما أذهل وأدهش الكثيرين وتبين ذلك من اللقاءات التي أعدتها وسائل الاعلام المختلفة مع المشجعين والكثير منهم ذكر بانه كان يضع صورة مختلفة عن الشعوب العربية والإسلامية وكيف تعيش وعكست وسائل الاعلام عندهم كثير من الآثار السلبية عن دولة قطر وكيفية تعاملها مع الأجانب ولكنهم تعجبوا من المعاملة الراقبة التي قوبلوا بها في مختلف المواقع والترحيب الحار ومارسوا حياتهم الطبيعية بحرية شخصية من غير أي مضايقات او قيود. التحضير الجيد للبطولة من أهم أسباب نجاحنا كان للتحضيرات المسبقة الجيدة منذ سنوات السبب الأساسي في نجاحنا بإقامة بطولة استثنائية أشاد بها الجميع سواء الحضور او المتابعين عبر الشاشات، وكان للبرامج والفعاليات التلفزيونية والميدانية الأثر الكبير في استمتاع الجميع بأيام وذكرى لن ينسوها لسنوات طويلة قادمة، وقد حرصت قيادتنا الحكيمة في إقامة الكثير من المنتديات والندوات والورشات التدريبية للقائمين والمنظمين وتأهيل الشباب القطري حتى وصل الى مرحلة القدرة على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه وكانوا فخرا لنا جميعاً، وفي كيفية تشغيل الإمكانيات اللوجستية التي تم تحضيرها خصيصا للمونديال مما أظهر الوجه الحضاري والتطور العلمي في التعامل مع الجماهير والضيوف والمنتخبات مما كان له الأثر الكبير في عكس رقي وحضارة ديننا الحنيف الذي تمسكنا به ونحن نستقبل شعوبا وثقافات مختلفة تمارس بعض العادات التي نهت عنها شريعتنا السمحة، وهذا ما سوف ينقله ضيوف المونديال الى بلادهم حين يرجعون اليها مما يجعل مونديال قطر مرآة حقيقية لعكس حضارتنا الإسلامية لبقية الشعوب والديانات والحضارات. كسرة أخيرة هناك واجبات علينا كشعب قطري يستضيف البطولة يجب القيام بها رغم عدم تقصير البعض في ذلك ولكن نريد المزيد منها وتقديمها بصورة جيدة ومنتقاة لكي تعكس جمال وسماحة حضارتنا وثقافاتنا وعاداتنا، منها انتهاز فرصة هذه البطولة لتعزيز التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، كاستقبال المشجعين في مجالسنا والتعريف بعاداتنا وتقاليدنا، ونشر فيديوهات المشجعين عبر منصات التواصل الذي يحاولون ان يمارسوا بعض عاداتنا المحلية لعكسها للشعوب الأخرى، تقديم المعاملة الحسنة والخاصة للأسر في مناطق الدوحة، خاصة ان الكثير من المشجعين في البطولة أكدوا ان الشعب القطري قدم نموذجا مثاليا للتعايش والتقارب والتعرف على جوانب مختلفة من ثقافات مختلف الشعوب وأكدوا كذلك بان المونديال نقل الصورة الصحيحة عن العرب والمسلمين لكافة دول العالم سواء على مستوى الأخلاق وحسن الاستقبال او جانب كرم الضيافة واحترام السيدات والتعامل الخاص مع الأسر وكبار السن والعجزة، ونفخر جميعنا بأن بلادنا قدمت إجراءات وفعاليات وتنظيما يعتبر فخراً ليس للقطريين فقط وانما فخرا لكل العرب والمسلمين، وما حققناه حتى الآن من تفاعل جماهيري واسع وحضور فعّال يؤكد التخطيط المسبق لأدق التفاصيل سواء من جانب الإقامة والضيافة والترفيه او جانب تخصيص مناطق للمشجعين في مختلف أنحاء البلاد والأماكن السياحية.