12 سبتمبر 2025

تسجيل

الرحمة المهداة

08 ديسمبر 2018

يسمع النبي صوت طفل يبكي وهو في الصلاة فيستعجل فيها رحمة بالطفل لعله أن يكون جائعاً أو مريضا وشفقة بقلب أمه عندما تسمع ولدها يبكي فتتألم، فيرحم حالهما فيستعجل في الصلاة. إنه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم لقد نالت رحمته صلى الله عليه وسلم الكبير والصغير والرجل والمرأة فلم تترك أحدا إلا غمرته، يأتيه طفل صغير فيقبله ويرق له فيقول أحد الحاضرين من الأعراب (الأقرع بن حابس) تقبل الأطفال يا رسول الله؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا! فيقول له عليه الصلاة والسلام أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ثم أعلنها مدوية في السماء للغلظاء والقساة، ليطلق منهجاً ربانياً (من لا يرحم لا يرحم)، ولم تقتصر رحمته مع الأطفال أن يقبلهم فحسب بل الأمر أبلغ من ذلك فهو يحملهم على ظهره ويترك أحدهم يلعب بخاتم النبوة على ظهره، وهو يمازحهم فيقول للصغير «يا عُمير ما فعل النُغير»، هذه رحمته بالصغار، فلا يرونه إلا رأوا الرحمة في وجهه يعطيهم ويعطف عليهم ويرق لهم. - هذا أعرابي بال في المسجد، فثار الناس عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) ثم َقَالَ لَلرجل «إِنَّ هذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هذَا الْبَوْلِ وَلا الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عزّ وجل وَالصَّلاَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآن) ومضى الرجل وهو يردد رافعا يديه إلى السماء: اللهم ارحمنى ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا! فيقول له عليه الصلاة والسلام مبتسما (لقد ضيّقت واسعاً )!.