16 سبتمبر 2025
تسجيللقد أصبحنا نسمع ونرى هذه الأيام الكثير من قصص الزواج التي سرعان ما تنتهي بالطلاق أو الخلافات الكبيرة، أو النزاعات التي تبدأ بين جدران المنازل وتنتهي في المحاكم. كل ذلك وأكثر أصبح واقعاً نراه ونشهد أحداثه يوماً بعد يوم، بقصص أبطالها شباب وفتيات ليس لهم ذنب إلا أنهم تزوجوا دون أن يعرفوا ما هو الزواج وما هي مسؤولياته وتبعاته، أو أنهم أساءوا الاختيار حين خدع أحدهم بالمال وسعى للارتباط طمعاً في الحسابات البنكية لهذا الشريك أو تلك السيارات الفارهة أو المناصب، وذاك غره الجمال فظن أنه كل ما يلزمه ليختار شريكة حياته وأم أولاده فسعى مستميتاً ليرتبط بها متغاضياً عن كل أمر آخر.. واخر فتن ببريق الحسب والنسب ولم ير حتى إن كان من اختاره يحمل صفات عائلته ومكارم أخلاقهم وصاحب دين وخلق أم لا... واكتفى فقط بأن هذا الشريك من تلك العائلة فقط. وفي الواقع إن كل ذلك يعتبر مهماً حين يبحث كل شاب عن الزواج، فالجمال مطلوب فهو أقرب للنفس البشرية، ومن لايحب الجمال.. والمال مهم في الحياة فهو زينتها (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) الكهف.. والحسب والنسب أمر في غاية الأهمية حين يفكر شاب في الزواج (تخيرورا لنطفكم فإن العرق دساس) كما أوصى رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.. ولكن كل أمر من تلك الأمور ليس هو المهم فقط وإنما يجب أن يكون جزءاً من قواعد الاختيار وليس السبب الوحيد للاختيار.. إن الخطأ الفادح الذي يرتكبه شبابنا في هذا الوقت الذي ضاعت فيه كثير من القيم والمعايير هو الانخداع بالمظاهر الكذابة، والقشور، وترك الأسس القويمة التي تبنى عليها البيوت السعيدة والأسر الصالحة، فقد باتت بطلات المسلسلات الهدامة هن مقياس كثير من الشباب في الاختيار، متناسين أن الجمال سيأتي عليه يوم ويزول، أو أن سوء الخلق والدين سيجعل من ذاك الجمال نقمة وليس نعمة.. والمعيار الصحيح الذي يجب أن يتبع هو الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ ومضة: امرأة كبيرة قد مات عنها زوجها وتركها تربي أبناءها وتصارع الحياة من أجلهم، رأيتها تبكي منذ سنوات حين اختار ابنها زميلة له من الجامعة لأنها ببساطة قد فتنته بجمالها وبكلامها المعسول، وبأنها فتاة حسناء ولكن أسرتها غير صالحة، حاولت العجوز جاهدة أن تمنعه ولكن لم تستطع، مرت سنوات حتى اكتشف ابنها أنه أساء الاختيار حين وجد أن تلك الفتاة ما هي إلا خضراء الدمن التي قال عنها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (إياكم وخضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن يارسول الله قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء).