11 سبتمبر 2025
تسجيللسائل أن يسأل -وقد حدث- لماذا المسلمون أكثر الناس تبرعا في الميادين كلها؟ ظاهرة رصدها الغرب كثيرا ووقف عندها حائرا، ورأيت ذلك ولمسته بعيني حين كنت في فرنسا وكلمني أحد الشباب أن الحكومة الفرنسية إذا أرادت جمع تبرعات تجعل أكثر دعايتها في الأماكن التي يسكنها المسلمون، لقناعتهم بأن أحدا لن يجود بكده وتعبه وعرق جبينه لمن يراه عبئا عليه أو عالة. ما السر الذي يجعل حتى فقراء المسلمين يتبرعون لغيرهم ربما والحاجة إلى ما يعطونه حاضرة والحاجة إليه ماسة؟! إنه الإسلام الذي جعل المنفق أهل لرحمة الله (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة:99. ثم هناك فوائد أخرى للصدقات ذكرها بعض الباحثين منها: 1 — انها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى". 2 — أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم "والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار". 3 — أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم "فاتقوا النار ولو بشق تمرة". 4 — أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل امرئ في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس". قال يزيد: فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة. 5 — أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة" .. وسأله رجل عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم. ففعل الرجل فبرئ. 6 — إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه: "إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم". 7 — أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: "وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير. ففدى نفسه منهم) 8 — الصدقة طريق البر، فلن يعرف المرء حقيقة البر إلا بالصدقة كما جاء في قوله تعالى (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون) آل عمران:92. 9 — أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".