28 أكتوبر 2025
تسجيلمن حلم قطري خُطط له إلى الإعلان عن نجاح الاستضافة وذلك قبل اثنتي عشرة سنة، واليوم نحن على بُعد أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢. وكما كانت في السابق ومُنذ اليوم الأول من الفوز بالاستضافة بدأت الحملات المُضادة للاستضافة والتي لم تستند على وقائع في عدم قدرة دولة قطر على الاستعداد لهذا الحدث العالمي، بدءاً من التشكيك في طريقة الاستضافة وإلى التركيز الإعلامي على العمالة وحقوقهم وتلفيق تقارير إعلامية مزيفة لحجم الوفيات للعمالة ووصولاً إلى توافه الأمور في رؤية أحد الأشخاص مناماً يحدثه ان البطولة لن تُقام ويُنشر ذلك إعلامياً ! واليوم ونحن على أعتاب شروق شمس ٢٠-١١-٢٠٢٢ وإعلان افتتاح البطولة وانطلاقها رسمياً، تعود بعض الهجمات الإعلامية وبشراسة وبتخبط واضح للتشكيك في الاستضافة أي بعد اثنتي عشرة سنة من الفوز بالتصويت ! ولا أرى أن تلك الحملات الإعلامية إلا محاولة الرمق الأخير من تلك الأفواه لعرقلة النجاح الكبير المُتوقع للبطولة وليس لعرقلة البطولة، فالبطولة قائمة بإذن الله تعالى لا محالة، والهدف الآن من إعلامي المال تقليل مظاهر الفرح بانطلاق تلك البطولة ومحاولة استفزاز الإعلام القطري وتشتيته عن دوره في إبراز نجاحات تلك البطولة وقد فشلوا في ذلك. الإنجازات القطرية في إنشاء الملاعب الضخمة والمُتعددة لهذه البطولة جعلت أعين العالم في دهشة لما تم تحقيقه خلال هذه السنوات القليلة، وتزامن العمل المنظم للاستعداد للبطولة مع تحقيق الأهداف في تنفيذ الخطة الإستراتيجية للدولة لتحقيق بنية تحتية متقدمة تضاهي الدول العالمية وذلك في إنشاء الجسور والأنفاق وانطلاق خدمة المواصلات بتسيير القطارات في نواح كثيرة في الدولة والتي طالت خدمتها الكثير ومُنذ سنين. قُدر الصرف خلال هذه السنوات الاثنتي عشرة ما يتجاوز مائتي مليار وهو رقم ضخم، ولكن استغلت تلك الموارد المالية في أوجهها الصحيحة وليس كما يُشاع من قبل المُغرضين والحاسدين بأنها وضعت فقط للبطولة ! فقد صُرفت تلك الأموال في إنشاء المستشفيات العديدة والضخمة في حجمها وإمكانياتها الطبية كما أنشئت الجسور والطرق والأنفاق التي ربطت جميع مناطق الدولة ببعضها البعض، وقد أُنشئت الفنادق الخدمية والمجمعات التجارية المميزة ووصولاً إلى برامج تدريبية في مجالات عدة عملت على تطوير مهارات موظفي الدولة والعديدة من الإنجازات والتي يُعلن عن إتمام إنجازها، ومن حسن الاستغلال للموارد المالية هو التبرع لبعض الملاعب التي أُنشئت والتي سيتم تفكيكها بعد البطولة ليتم تقديمها للدول الفقيرة للاستفادة منها وتكون دعماً لتلك الدول. فكُل ما يتم عمله اليوم سيكون إرثًا لنا وللأجيال القادمة لينعموا بدولة تحمل كل ما يخدم الحياة الكريمة والخدمية لمواطنيها ومُقيميها. نسأل الله تعالى التوفيق لكل العاملين في البطولة ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا خير مثال يُحتذى به وأن لا يقتصر تمثيلنا وتركيزنا على البطولة فقط بل على تمثيل الصورة الحقيقة لديننا الإسلامي بجميع صوره الأخلاقية والأدبية والتعاملية والتسامح لنكون الوجه الصحيح للدعوة لدين الله عز وجل.