24 سبتمبر 2025

تسجيل

استقرار العراق

08 نوفمبر 2021

محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بواسطة ثلاث طائرات مسيرة مفخخة استهدفت منزله في المنطقة الخضراء ببغداد، تشكل تطورا دراميا ينذر بالخطر ويعكس استمرار مخططات ضرب الأمن والاستقرار في العراق وجر البلاد للفوضى مرة أخرى. لقد أضافت هذه المحاولة الاجرامية والإرهابية التي تعتبر الأولى من نوعها منذ عام 2003، مزيدا من التعقيد للمشهد السياسي المحتقن بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في العاشر من أكتوبر الماضي. إن اتصال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بدولة السيد مصطفى الكاظمي وتأكيد سموه التضامن مع العراق في مواجهة العنف والإرهاب وبيان دولة قطر الذي يعبر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال كونه عملا إرهابيا يستهدف الدولة العراقية الشقيقة، يأتي إنطلاقا من موقف قطر الثابت الداعم لوحدة واستقرار وسيادة العراق، وتطلعات شعبه الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية. ولا شك أن محاولة استهداف الكاظمي عبر هذا الهجوم الارهابي تشكل تهديدا لأمن واستقرار العراق ومحاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء، خصوصا في ظل الظروف البالغة الحساسية نتيجة تداعيات نتائج الانتخابات وما انتهت إليه من انقسامات بين الاطراف العراقية، غير أن ما حدث يمكن أن يوفر فرصة للعراقيين لإدارة حوار شامل يقود إلى تعميق التفاهمات وتجاوز الخلافات بين الكتل السياسية للخروج من الأزمة الحالية. والمؤكد أنه ما من طريق للتصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية، سوى التحرك في اتجاهين: الأول هو ملاحقة مرتكبيه والمتورطين في التخطيط له وتقديمهم للعدالة، والثاني وهو الأهم العمل على وحدة الأطراف السياسية، وكل مكونات المجتمع العراقي، والتوافق على موقف سياسي موحد في مواجهة المتربصين بأمن وسلامة العراق وشعبه.