16 سبتمبر 2025
تسجيلمع اعتدال الطقس ودخول فصل الشتاء يستعد الشباب والعائلات لموسم التخييم الذي يستمر وحتى آخر الربيع، وتتناثر المخيمات والتي نطلق عليها بالعامية (العّنه) في مناطق مختلفة في بر وبحر قطر، وتحتل سيلين وخور العديد المركز الأول في إقبال الشباب على التخييم بها، وتتمركز بها الفعاليات الرياضية والشبابية نظراً لسحر المكان الذي يجمع بين الكثبان الرملية (الطعّوس) وبين شاطئ بحري جميل، ولكن مع بداية هذا الموسم تحبس الأمهات والزوجات أنفاسهن كل إجازة أسبوعية خوفاً على الأبناء والأزواج المترددين على مناطق التخييم، وذلك نظراً للحوادث التي تحدث في سيلين، وطالما ما أُطلق عليها مقبرة الشباب سابقاً نظراً لاستعراض الشباب على الطعوس بتهور، خاصة وأن الطعّوس مرتفعة وخادعة وتحتاج إلى حذر ودقة لاجتيازها، فالسرعة والتهور تودي بحياة الجميع في تلك المنطقة. وخلال السنوات الماضية سعت الجهات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة الداخلية متمثلة في إدارة المرور لوضع خطط متطورة سنوياً للمحافظة على أرواح الشباب الذين حصدتهم سيلين سابقاً، ووضعت قوانين للاستعراض كما نظمت المنطقة ونشرت الدوريات التوعوية، ناهيك عن تعاون وزارة الصحة العامة بتوفير سيارات إسعاف دفع رباعي يسهل وصولها لتلك المناطق وتوفير الإسعاف الطائر للحالات الخطرة، أما وزارة البلدية والتي حددت أماكن التخييم بناء على خطة الحفاظ على البيئة والمناطق الآمنة للتخييم، ورغم هذا التعاون من أجل نجاح الموسم وتوفير كل ما يلزم لاستمتاع الشباب والعائلات وللتخفيف من عناء العمل وأعباء الحياة، إلاّ أنه وللأسف مازالت سيلين تشهد حوادث دامية وتحصد أرواحاً، وإن تمت مقارنتها بحوادث الطرقات العامة فهي لا تتجاوز 3 في المائة وفقاً لإحصائيات عام 2019، ورغم أن الموسم في بدايته، إلاّ أن المرور تم ضبط أكثر من 150 مركبة مخالفة في سيلين، حيث تتضمن المخالفات التفحيص والتلاعب والتجمهر وتجاهل الاشتراطات والقواعد المنظمة، ولتنظيم هوايات الشباب في سيلين حاولت إدارة المرور بالتعاون مع الجهات الأخرى في توفير بدائل يمكن للشباب ممارسة هواية التطعيس بأمان وتحت إشراف مروري وطبي، إلاّ أن بعض الشباب لا يلتزم بذلك مما يعرض نفسه ومن معه والآخرين للخطر والتعرض للموت. تقوم الجهات بخططها التوعوية والتي تشمل كل وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي، بل تحاول توصيل رسالتها لمرتادي المنطقة عن طريق توزيع دوريات الشرطة المطويات التي تحتوي على النصائح والإرشادات للشباب من مستخدمي السيارات أو الدراجات النارية، وتعمل إدارة المرور كل عام على تلك الحملات التوعوية وتتخذ شعارات رنانة كل عام ولعّل (أكشت بأمان)، وهو شعار هذا العام دعوة للاستمتاع يالموسم وفي الرحلات على أن تحافظ على أمانك وأمان الآخرين لتجنب الكوارث وحصد الأرواح، فنأمل أن يلتزم الشباب بعدم الرعونة في القيادة في سيلين ووضع اعتبار لأخطاء الآخرين، واليقين بأن السيارة مهما كانت آمنة فهي مجرد أداة إذا لم تستخدمها بشكل جيد فإنها ستتسبب في ضررك وضرر غيرك بالتأكيد، وبعض الشباب يعتقد بأنه هو البطل وهو الوحيد الفاهم والقادر على القيادة بسرعة جنونية في منتصف الطعوس وللأسف لا يملك الخبرة الكافية ولا التدريب فتجد تقلبات السيارة لعدة مرات، وبذلك يصاب السائق أن لم يتسبب في موته ومن يرافقه! دور الداخلية مهم وباقي المؤسسات الحكومية والمجتمعية ويبقى الدور الأهم على الأهل الذين يجب أن يحرصوا على أبنائهم مخاطر هذه الهوايات المميته، وأن يقننوا استخدام أبنائهم للسيارات وألاّ يمنحوهم السيارات إلاّ بعد السن القانوني مع وضع اشتراطات والقوانين في الاستخدام ومعاقبتهم في حال التجاوز ليعتبروا وحتى لا يساهموا في دفنهم يوماً وهم يعتقدون أنهم بتشجيعهم على ذلك يسعدونهم! • نأمل أن نحظى بموسم خالٍ من الحوادث والموتى وأن يستمتع الجميع في إجازاتهم بأمان! @amalabdulmalik [email protected]