15 سبتمبر 2025
تسجيلحين نبحث عن تعريف لمصطلح الإرهاب، فلن نجد تعريفاً يتفق عليه الجميع، فتعريف الإرهاب يختلف بحسب ثقافة الشخص والأوضاع المحيطة به وغيرها من العوامل، حتى أن في الأمم المتحدة لا يوجد اجماع واتفاق حول تعريف موحد للإرهاب. وأحيانا من يصف عمل بأنه إرهابي وهو قد لا يكون كذلك، قد يعني محاولة اضافة صفة سياسية على هذا العمل، بغرض تحقيق مكاسب سياسية أو إثبات وجهة نظر معينة، ومن هنا يأتي الجدل حول تحديد "من هو الإرهابي ومن هو المقاتل من أجل الحرية"، ولذا نجد أن هنالك من ينادي بجماعة معينة على أنها إرهابية، وهنالك من يرى بأنها ليست كذلك. هذا الجدل حول من هو الارهابي ومن ليس كذلك يتضح أكثر من أي وقت مضى في الولايات المتحدة ومع ردود أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديداً، فمنذ بداية هذا العام ومنذ توليه الرئاسة رسمياً في يناير الماضي، وقعت عمليات إرهابية واطلاق نار راح ضحيتها 112 شخصا وأوقعت أكثر من 500 مصاب، مما يجعل هذه السنة هي الاكثر دموية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بحوادث اطلاق النار، التي أبرزها حادث اطلاق النار في لاس فيغاس الذي أوقع 58 قتيلاً، وحادث الاسبوع الماضي في كنيسة في ولاية تكساس الذي أوقع 26 قتيلاً، لكن ما نراه أن الرئيس الامريكي أصبح وبسبب لغته وردود فعله يساهم في تنامي تسييس الارهاب، فحين يرتكب شخص أبيض عملية إرهابية يقع فيها هذا العدد الهائل من الضحايا مثل ما حدث في لاس فيغاس وتكساس، فالموضوع لا يكاد يتعدى "خلل عقلي" ونابع من"الشر"، لكن حين ارتكب مسلم عملا مماثلا فتتصاعد لغة الرئيس الامريكي مطالباً بالاعدام ومطالباً بتشديد قوانين الهجرة بالطبع على المسلمين. لا يمكن محاربة الارهاب بفعالية طالما أن هنالك من يسيس الارهاب، وطالما أن هنالك من يستخدم الارهاب تارة وينفيه تارة أخرى بحسب الأوضاع السياسية وبحسب منفذ الهجوم والعملية الارهابية، بل على العكس، فاللغة المستخدمة التي تتغير بحسب تغير الضحايا ومنفذ الهجوم هي التي تساهم في تعميق المشكلة وازدياد الخلاف بل وترسيخ مفهوم ارتباط المسلمين والاسلام بالإرهاب دون غيرهم، كما أن هذا التسييس يتنافى مع استراتيجية الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب، لذا ولأن اللغة عامل مهم في التعامل مع مكافحة الارهاب، فينبغي ضبطها لكي لا تصبح آداة تُسييس بحسب الظروف والأوضاع السياسية.