11 سبتمبر 2025

تسجيل

اغتيال عرفات

08 نوفمبر 2013

يجب ألا تمر نتائج تحاليل الخبراء السويسريين لعينات من رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتي أكدت وفاته مسموما بمادة البولونيوم 210، دون أن يتبع ذلك اجراءات فلسطينية مدعومة عربياً للتوصل إلى الجهة التي كانت وراء اغتيال رمز القضية الفلسطينية وملاحقتها دوليا باعتبار ان ما جرى جريمة ضد الانسانية. ومن الواضح ان النتائج التي توصل اليها الخبراء تعزز من دور ومصداقية وريادة شبكة الجزيرة التي فجرت هذه القضية من خلال تحقيقها الاستقصائي الذي بثته العام الماضي وانتهى الى ترجيح فرضية وفاة عرفات مسموما، لترمي بحجر حرك البركة الساكنة واعاد فتح ملف هذه القضية بعد مرور اكثر من ثماني سنوات على رحيل عرفات. ان اعلان منظمة التحرير الفلسطينية عزمها المطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في مقتل الزعيم الفلسطيني على غرار اللجنة الدولية التي تم تشكيلها للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، لابد أن تجد الدعم العربي والمساندة الكاملة، خصوصا اذا ابتدرت السلطة الفلسطينية هذا التحرك بعد أن أصبحت دولة ذات عضوية في الامم المتحدة وهو أمر يفتح السكة أمامها لطرق كل الأبواب الممكنة لكشف الجناة وتقديمهم الى العدالة والقصاص للزعيم الفلسطيني التاريخي وقائد الثورة الفلسطينية ومؤسس حركة فتح. ان العرب مطالبون اليوم باستخدام كل أوراق الضغط المتاحة لديهم لدعم التحرك الفلسطيني، حتى يتم وضع حد لحالات الافلات من العقاب التي شهدتها جرائم مماثلة ضد القادة والرموز الفلسطينيين رغم اعتراف الجاني في كل مرة بجريمته تلميحا وتصريحا. لقد اصبحت الكرة اليوم في ملعب السلطة الفلسطينية، بعد هذه التحاليل التي تؤكد وقوع الجريمة.. فهل نشهد تحركا فاعلا في كل محفل دولي من أجل كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة؟ أم أن دم الشهيد سيذهب سدى؟