15 سبتمبر 2025
تسجيلتقع طبيعة الحياة الدُنيا بتواجد صفتي الخير والشر فيها وقد تكون في بعض المجتمعات صفة تعلو الصفة الأخرى، وما قد يمنع الشر وإلحاق الأذى بالناس هو الدين بلا شك فهو الباب الرئيسي لكل خير، ولكن هناك من لا يردعه دين فيكون هنا القانون هو تلك اليد الرادعة ولكن على الرغم من ذلك تجد المراوغين والمتجاوزين على القوانين الرادعة بالتحايل ! • أصدقاء: صديق عمره كان في حاجة للمال فطلب من صديقه ان يضمنه في احد البنوك لاحقاً تمت انهاء خدمات صاحب السلفة فعجز عن السداد فبدأ الضامن بالسداد وبدأ البحث عن عمل لصديقه صاحب السلفة فناله التوفيق في ذلك، ثم لم يكمل الصديق فترة في عمله الجديد حتى تم انهاء خدماته ! وليعود الضامن للسداد وبدأ الضامن يشكو لصديقه ضيق الحال والخصومات وايجاد الحل ليتفاجأ من صاحب السلفة بنهره وإبلاغه «مالك شيء عندي روح اشتكي» وظل الضامن يدفع المستحقات الشهرية من السلفة الى ان توصل الى حل مع أخوة صديقه السابق على ان ينقلوا الضمانة في مقابل ان لا يكون له حق في المطالبة بما دفعه من قيمة السلفة التي دفعها من ماله الخاص قرابة النصف، وافق «عشان يتفك»!• طفل مريض: بعد تعب سنين وادخار المال بدأ في بناء منزل العائلة وهو حلم كل شاب لتأمين حياة كريمة لأسرته، فاتفق مع أحد الأشخاص على إحضار بعض الطلبيات الخارجية للمنزل، وبعد فترة زمنية بسيطة اختفى الرجل ولا يجيب على المكالمات الهاتفية، ليستقبل بعد فترة صاحب البناء مكالمة هاتفية من الخارج وإذا بزوجة الرجل الهارب تطلب من صاحب المنزل ان « يُحلل « زوجها من المال ! فأحد أبنائها في حالة طبية خطيرة وعلموا أن هذا أثر المال الحرام وأن دعاء صاحب الحق هو السبب، صاحب المنزل دعا للولد بالشفاء ولكن لم يحلل السارق الذي لم يُعد المال حتى بعد مرض الابن ! •راحة: قام احد الأشخاص على سبيل الراحة بتسديد أقساط لثلاث دفعات في دفعة واحدة لكي لا يزعجه صاحب تنفيذ المهام في كل جزء ينتهي منه من العمل وتجنباً للتواصل كل فترة لتسديد الدفعة التالية وعدم تأخر العمل، ولكن ما حصل أن صاحب العمل لم يُكمل العمل واختفى من الأنظار ولا يُجيب على اتصالات أصحاب الحقوق، تبين أنه «هرب ! «. •مقاول: اخذ نسبة معينة من اموال صاحب البناء لإحضار متطلبات، أحضر بعضها وطالب صاحب المنزل بتسديد المتبقي من المبلغ حتى يكمل العمل وهو في الأساس لم يحضر المتطلبات السابقة بشكل كُلي ولم يؤد عمله أيضاً، رفض صاحب البناء إكمال المبلغ إلا بعد الانتهاء من العمل السابق وإحضار المتطلبات الجديدة، ليختفي صاحب العمل دون اكمال العمل ودون احضار بقية المواد ! لم يشتك صاحب البناء « وفق القانون السابق « عند الشكوى يتم ايقاف بناء المنزل حتى يتم البت في القضية ! ولكن تم تغيير القانون وفق ماعلمنا به فأصبح الآن من حق صاحب البناء تقديم شكوى، ومن بعدها يستطيع صاحب البناء إكمال البناء من جانب والتوجه في سير العدالة والقضية من جانب آخر. • غلاء: قمت بشراء منتج بقيمة ٥ ريالات لأغراض التصليح وبعد مرور أربعة أيام حضرت لذات المحل لشراء ذات المنتج من جديد فأبلغني أن قيمة المُنتج ٧ ريالات ! فتساءلت عن السبب فقال « كل شي صار غالي « فعندما ذكرت له بحضوري قبل ثلاثة أيام وأن المبلغ كان بتلك القيمة « صمت « واكتفى بالمبلغ القديم وتكررت العملية ثلاث مرات ! عمليات الاحتيال كثيرة ومتنوعة ووجب الحذر في كل جانب منها قدر المُستطاع، لاتقم بكفالة أحد إلا من هو قريب منك الأب والأخوه في أبعد تقدير، لا تقم بإعطاء العامل كامل حقه الا بعد اتمام كامل عمله، لاتتهاون مع المحلات التي ترفع السعر تحت أعذار واهية بأن كل شيء قد ارتفع واجه وابلغ حماية المُستهلك. لا تجعل حسن النية والطيبة هيّ باب في التعامل المالي بل اجعل القانون هو باب التعامل فيها، والشرع هو من ينص على إثبات الحقوق في الإقراض والاقتراض وغيرها. كلمة لمن فقد أمواله لاتندم على مافات فمن نعم الله عز وجل على الإنسان أن حقك الذي سُلب لا يسقط بتوبة السارق من السرقة وذلك إن لم يُعد الحق لصاحب الحق، فيبقى ذلك المال الحرام وبالا على من سرقه في الدنيا وفق ما يُقدره الله عز وجل عليه من العقاب وببالا عظيم عليه أيضاً في الآخره. أخيراً عمليات الاحتيال وخيانة الأمانة لن تتوقف ولكن ما عليك إلا زيادة الوعي والحذر.