19 سبتمبر 2025

تسجيل

سيادتنا خطر أحمر.. لا يمكن التفاوض عليها

08 أكتوبر 2020

للسنة الرابعة على التوالي يستمر الحصار الجائر المزعوم على بلدنا الحبيب، الذي اصبح لا يرقى الى المعنى الحقيقي، الى (حصار) إنما هو انحسار لتلك الدول، التي زعمت انها سوف تحاصر قطر، ولكنها وقعت بين فكي استمرار نهضة قطر وازدهارها وبين الاستياء الدولي والسخرية من المجتمع الدولي لفشلها الذريع. وغرقت تلك الدول بممارساتها غير المشروعة في فضح اكاذيبها، وتهاوت كل الادعاءات التي سيقت لتبرير الحصار، وما كشفته الأيام التالية لتلك المؤامرة من مخططات فاشلة وحقد دفين ضد قطر من المتآمرين، أثبت للعالم بدون ادنى شك أن هذه الدول سلكت طريق اللاعودة، وانكشفت خططها الواهية الضعيفة، وانكسرت امام عزيمة الرجال في قطر قيادة وشعباً، التي قابلت كل تلك المخططات بالصبر والعزيمة والمسير قدماً في طريق مستقبلها المزدهر، مما زادها قوة وشكيمة تستعصي على كل متآمر، صمودنا انطلق من شعاراتنا السامية المرفوعة على لسان سمو الأمير المفدى في كل المناسبات بأن (السيادة خطر أحمر لا يمكن التفاوض عليه). المسافة صفر المسافة صفر برنامج وثائقي بثته قناة الجزيرة الأحد الماضي، وكشف هذا البرنامج بالأدلة والمستندات ما كانت تحيكه تلك الدول، التي كنا نعتبرها يوما من الأيام شقيقة وشعوبها هم اهلنا، وفتحنا لهم كل مرافقنا بالحب وكأنهم مواطنون، لهم ما لنا من حقوق ونتقاسم معهم لقمة العيش وما يتوفر من خيرات وخدمات مجانية وتوظيف، بل فتحنا لهم ابواب بيوتنا، حتى تصاهرنا معهم، واصبحت علاقاتنا الاسرية تتداخل بيننا، ولم نكن نتوقع يوماً أن يطيعوا قياداتهم المريضة في عصيان من مد لهم يد العون بكل محبة وصدق، كما كشف هذا البرنامج الكثير والمثير أمام العالم، عن وثائق وبيانات ومعلومات جديدة تكشف شبكات منظمة، تعمل في إطار من السرية على فبركة القصص والأخبار الكاذبة، وشن حملات إعلامية مضللة تستهدف دولة قطر وحلفاءها، كما أن التحقيق الاستقصائي، الذي يحمل عنوان "رسائل سيتا"، عمل خلال أكثر من عام ونصف العام على تتبع مصادر الأخبار الكاذبة والفيديوهات المزيفة، وتمكن فريق البرنامج من اختراق إحدى هذه الشبكات والوصول إلى القائمين على إدارة منصات إلكترونية مضللة، وإنه كانت هناك مراكز أبحاث من دول الحصار في الولايات المتحدة الأمريكية تنظم مؤتمرات ضد قطر قبل إعلان الحصار عليها، في نفس الوقت تتم الإشادة بدور دول الحصار في مواجهة الإرهاب. وبذلك يتم التأثير على أعضاء في الكونغرس بغية اتخاذ قرارات تضر بمصالح قطر، وتم ذلك بدفع مبالغ مالية طائلة لهذه المراكز، وجاء وزير الدفاع القطري د. خالد العطية من خلال هذا البرنامج ليؤكد ويدحض هذه الادعاءات، ويكشف اسرارها، عندما أوضح أن علاقات قطر وأمريكا لا تحكمها تحركات مراكز بحثية من دول أجنبية، بل هي علاقة تحالف إستراتيجي مبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشدداً على المجهودات الكبيرة التي تبذلها دولة قطر لمحاربة الإرهاب، وأن هناك أدلة استخباراتية وثقها رؤساء دول تثبت أنه كانت هناك نية للقيام بغزو عسكري لدولة قطر. ما خفي أعظم ومن قبله بثت قناة الجزيرة برنامجا وثائقيا كشف عن الكثير من المؤامرة، باعتراف من تمت الاستعانة بهم من الكوادر القطرية، وانه بالفعل كان هناك غزو غادر على دولتنا الحبيبة من أشقائنا الذين أمناهم، ونرعى رعاياهم كأنهم مواطنون قطريون، كما أثبتت لنا الأيام أن ما قاموا به من ادعاءات لحصار قطر امام العالم انما هي مبررات وهمية تغنوا بها ولحنوها بلحن ووتر المصطلحات المخترعة التي ابتدعوها في مؤتمراتهم المزيفة والممولة بأموال شعوبهم، التي تحتاج الى القليل منه لتوفير سبل العيش الكريم لها بدلا من هدرها في مؤامرات فاشلة. وكانت قطر عصية عليهم بحكمة قيادتها الرشيدة، ومُضيها قدماً في تنفيذ خططها التنموية، وتوثيق علاقاتها الاستراتيجية مع المجتمع الدولي، ويعود الفضل في نجاحنا، بعون الله، في احتواء معظم آثار الحصار الجائر السلبية، إلى نهجنا الهادئ والحازم في إدارة الأزمة، وكشف كافة الحقائق المتعلقة بها للعالم أجمع، وتمسكنا باستقلالية قرارنا السياسي، في مواجهة محاولة فرض الوصاية علينا وتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول الصديقة والحليفة. مواقفنا ثابتة وراسخة ومنذ بدء الأزمة أعربت دولة قطر في جميع المحافل الدولية عن استعدادها للحوار لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون وفي إطار ميثاقه على أسس أربعة: الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وعدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مما أحرج تلك الدول أمام شعوبها وأمام المجتمع الدولي الحر، لأنها تفتقد هذه الأسس في التعامل مع شعوبها ومع المجتمع الدولي و(فاقد الشيء لا يعطيه)، وأثبتت قطر للعالم أنها دولة متحضرة ومتمسكة بالمواثيق الدولية والاتفاقيات الحقوقية لكل فئات المجتمع، ابتداءً من حفظ حقوق مواطنيها ورعايا الدول الأخرى التي تقيم على ارضها وحقوق الشعوب الحرة في دول العالم بصرف النظر عن انتماءاتهم وعقائدهم وجنسياتهم، وجاءت شهادات المقيمين بدولتنا الحبيبة وساما على صدورنا، وشهادة براءة من ادعاءات دول الحصار. كسرة أخيرة نقتبس من عبارات ورسائل قائدنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، نهجاً يقتدي به شعبنا ويفخر به أمام شعوب العالم عندما أكد (أن الشعب القطري وقف بشهامته المعروفة وقفة رجل واحد، دفاعا عن سيادة وطنه ومبادئه، فهو يدرك أن التفريط باستقلالية القرار يقود إلى التفريط بالوطن نفسه وثرواته ومقدراته)، فليرفع كل مواطن قطري رأسه عالياً بعد أن اطمأن وبكامل ثقته إلى أن هناك قيادة حكيمة تقوده وتحمي سيادته وتعزز كرامته، وتعتبرها خطاً أحمر يستعصي على كل مغتصب وغاز، فلتحيا قطر علماً بين الأمم. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]