21 سبتمبر 2025
تسجيلعلى مدى أكثر من نصف قرن يكتسب الموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية زخما ملحوظا لا يتوقف عند تقديم يد العون بالمال وخاصة للاشقاء في غزة لمحو آثار الحروب الهمجية التي تشنها اسرائيل من حين لآخر على القطاع، ودعم صمود الأشقاء في الضفة ايضا؛ ولكنه يمتد بقوة إلى المنظمات الدولية والإقليمية؛ وخاصة بالأمم المتحدة حيث أصبح الانتصار لقضية فلسطين احد أهم مرتكزات سياسة قطر الخارجية، تأكيدا للمسؤولية القومية التي تتحلى بها. وما زالت الدوحة لا تدخر جهدا دبلوماسيا أو ماليا لدعم الشعب الفلسطيني ومؤازرته لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ولطالما صدح الصوت القطري بالحق الفلسطيني من فوق منبر الامم المتحدة؛ وحذر من المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد القضية، ولعل الوقفة العربية الشجاعة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، تعكس جانبا من تلك المواقف، مؤكدا أن الدوحة لن تألو جهداً في تقديم الدعم المادي والسياسي للاشقاء الفلسطينيين. محذرا مما تشهده القضية هذه الايام من محاولات مشبوهة لتصفيتها ، ومشددا على أنه لا حل للصراع العربي-الإسرائيلي دون حل عادل ودائم لقضية فلسطين. وبالأمس جاءت إشادة بيير كرينبول المفوض لـ "الأونروا " بدعم قطر لبرنامج التعليم، ومعتبر إياها مساهمة سخية مهمة جدا بالنسبة للوكالة التي تعاني من ضائقة مالية؛ مثمنا تبرع قطر بمبلغ 50 مليون دولار لبرنامج الوكالة التعليمي في الأردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة، وهو ما ساهم في فتح مدارس "الأونروا" في مواعيدها. فضلا عن توفيره الحماية الإنسانية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني. أيادي قطر البيضاء على قضايا وهموم العرب، وفي القلب منها قضيتهم الأولى "فلسطين" أصبحت راسخة في الوجدان العربي، وصفحة ناصعة في تاريخ قطر ومحل فخر للقطريين، ولا ينكرها إلا المغرضون والجاحدون.