12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شغل موضوع الصحة النفسية للطفل جميع الباحثين ومازال يشغلهم خاصة في عصر يتلقى فيه الأطفال قدراً هائلاً من المعلومات والخبرات وأنماط السلوك ، سواء ما كان أصيلاً نابعاً من البيئة أو ما كان دخيلاً وحديثاً عبر وسائل التقنيات الحديثة المختلفة ، ولذا يبذل الباحثون جهداً كبيراً في التعرف على هذه المشكلات خاصة في المرحلة الابتدائية التي تعتبر من المراحل الهامة بالنسبة لما يليها ، فهي مرحلة تستغرق فترة 6 سنوات تتكون خلالها شخصية الطفل نتيجة للخبرات التي يكتسبها والمهارات التي يتعلمها في البيت أو المدرسة . ولذا تسعى المؤسسات التعليمية والتربوية ممثلة في البيت والمدرسة إلى مساعدة التلميذ على تحقيق النمو السليم لشخصيته في مختلف المجالات الجسمية والنفسية والاجتماعية ، ويتضح النمو السليم في سلوكيات الطفل عندما يستطيع أن يتكيف مع الآخرين ، ويتوافق مع ذاته ، ويعتبر أسلوب معاملة الآباء عاملاً مهماً في تشكيل شخصيته وتكوين اتجاهاته وميوله ونظرته للحياة ، ولذلك كان لزاماً على الآباء تهيئة البيئة المناسبة للطفل ودعمه والاهتمام ليس فقط بالنواحي الصحية وإنما أيضاً بالصحة النفسية للطفل ، وإتباع أفضل الوسائل التي تساعده على تخطي مرحلة الطفولة والمراهقة بسلام إلى مرحلة الرشد ، وكلما ازداد الآباء والمدرسون فهماً بخصائص نمو الطفل في النواحي البدنية والعقلية والعاطفية والاجتماعية ساعدهم ذلك على معرفة أساليب التعامل مع الأطفال في مراحل نموهم المتعاقبة . وأدى ذلك إلى إشباع حاجات الطفل البيولوجية والنفسية ، أما إذا تعددت مواقف الحرمان وزادت حدتها فإن شخصيته ستعاني من الاضطراب والصراع ، وسيظهر ذلك على أنماط سلوكه التي تجعل منه طفلاً مشكلاً . وتعد الاضطرابات السلوكية والانفعالية من أكثر المشكلات التي تواجه الأطفال والتي تؤرق الآباء والتربويين. ويتميز الأطفال ذوو الاضطرابات الانفعالية أو السلوكية بأنهم غير قادرين على إقامة علاقات صداقة ناجحة، والواقع أن مشكلتهم الأوضح هي الإخفاق في تكوين روابط عاطفية مرضية ومقنعة مع الآخرين. وان بعض هؤلاء الأطفال انسحابيون وانطوائيون، وقد يحاول الآخرون التقرب إليهم لكن جهودهم هذه تلقى عدم اهتمام أو خوفاً من قبل الطفل. وفي كثير من الحالات فإن هذا النمط من الرفض الهادئ يستمر عند الطفل حتى يشعر الذين يحاولون التقرب من الطفل بالملل والضجر. وفي هذه الحالات يجب على الاسرة ان تعلن حالة الطوارئ للوقوف على الاسباب وراء هذه المشكلة التي من الممكن ان تتطور في المستقبل وتؤثر على صحة الطفل النفسية وبالتالي يترتب عليها مشكلات في نمط شخصيته ويؤدي الى تراكم الامراض النفسية والعضوية ويكون من الصعب علاجها بسهولة اذا أصبحت جزءاً من سلوكه.