13 سبتمبر 2025

تسجيل

معوقات الديمقراطية!

08 أكتوبر 2014

لماذا تعجز الديمقراطية في أن تجد لها تربة خصبة في معظم البلدان العربية؟ أغلب النظريات تدور حول طبيعة الجغرافيا السياسية وببنية وطبيعة الثقافة السياسية العربية-الإسلامية في مواجهة ثقافة التعددية والتنوع والاعتماد على نظام العائلة والقبيلة والطائفة، ومنها ما يتعلق بالحالة التي أوجدتها إفرازات الاقتصاد الريعى والدولة الريعية وثقافة الاستهلاك والبترودولار، كحائط صد في إحداث التغيرات الفاعلة، بالإضافة إلى دور القيادات السياسية في إجهاض التجارب الديمقراطية الوليدة، وابتلاع المجتمع المدني، والالتفاف على التجارب التنموية المرتبطة بالمواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية، وإقدام الدول الكبرى على دعم ومساندة النظم الديكتاتورية والاستبدادية مادياً ومعنوياً؛ لخدمة أجنداتها الإقليمية، ومواجهة التحالفات المناهضة لسياساتها ومصالحها. معوقات التجارب الديمقراطية المتواضعة في العالم العربي، أنها شكلت بيئة ملتهبة من العنف والصراع والإرهاب وإذكاء نار الطائفية والمذهبية؛ مما أعطى الذريعة لأنصار التوجهات الاستبدادية في الترويج أن الديمقراطية تقود دائماً إلى الفوضى والخراب، فإما التطرف الديني، وإما الاستبداد والقبضة الأمنية بدافع الاستقرار، والعمل على تفريغ الديمقراطية من مضمونها، تحت حجج الاستقرار والأمن أولاً وأخيراً؟ هذه الوضعية جعلت الدول الغربية تساهم في إعادة رسم المنطقة العربية بما يخدم مصالحها، من خلال التدخل المباشر أو غير المباشر بحجة محاربة الإرهاب، أو السيطرة على الصراعات الداخلية، ومنع إشعال حرب أهلية بين الأديان والطوائف والمذاهب؟! وعن السؤال كيف تنجح الديمقراطية في العالم العربي؟ الأمر يتوقف على التوافق والشراكة في بناء دولة الحقّ والقانون والعدالة، الباحث العراقي فاخر جاسم يشير إلى أن نموذج الديمقراطيّة الذي يناسب المجتمعاتِ العربيّة، هو ديمقراطيّة الشراكة الوطنيّة، التي تقوم على مبدأ التوافق الوطنيّ، وهو الأمرُ الذي يقلّل من فُرص بعض تيّارات الحركة السياسيّة للانفراد بالسلطة، سواء بالاستناد إلى الشرعيّة الانتخابيّة أو العنف من جانب، كما يُضْعف حاجةَ القوى الوطنيّة للاستقواء بالعامل الخارجي ضدَّ بعضها البعض من جانب آخر؟!