اليمن.. وحكومة المستقبل

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء أمس قراراً بتعيين مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة اليمنية الجديدة، التي يأتي تشكيلها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية الأمم المتحدة قبل أسبوعين، ونص على انسحاب الحوثيين من صنعاء ونزع سلاحهم وإعادة إطلاق عملية الانتقال السياسي. وهي حكومة ينتظرها اليمن وجميع الفرقاء السياسيين والدول الشقيقة والصديقة؛ للانطلاق بهذا البلد نحو مستقبل آمن ومستقر، وتخرج به من عنق الزجاجة الذي أوصلته إليه الأحداث والتطورات الأخيرة التي سبقت هذا الاتفاق، بل ورافقته ولاتزال ترافقه، في انتظار اكتمال تطبيق هذا الاتفاق، وتحقيق النتائج المرجوة منه، والآمال المعلقة عليه. السيد عوض بن مبارك، شخصية وطنية مؤهلة لأداء هذا الدور الوطني المنوط به، فتعيينه جاء بتوافق مستشاري الرئيس بمن فيهم ممثل الحوثيين، وكان قاد قبل هذا التعيين مؤتمر الحوار الوطني، حيث تم تعيينه مطلع عام 2013 أميناً عاماً له، كما ترأس لجنة التسيير وصندوق بناء السلام، وأوفده الرئيس اليمني مبعوثاً خاصاً له إلى مجلس الأمن الدولي بنيويورك، وإلى دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من مرة، وبذلك فالرهان سيكون كبيراً عليه لقيادة حكومة كفاءات وطنية، تساهم في رسم مستقبل اليمن، وستكون العودة باليمن إلى مربع الاستقرار أولاً، شرطاً أساسياً وضرورياً للعبور به إلى جسر التنمية والديمقراطية والوحدة. دول العالم، بما فيها دولة قطر، رحبت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، معربة عن تطلعها أن يؤدي تنفيذ هذا الاتفاق إلى إعادة الأمن والاستقرار وترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية في إطار من المصالحة السياسية الشاملة؛ بما يضمن حقوق الشعب اليمني. ويأمل الجميع أن يساعد تعيين رئيس الحكومة الجديد على المضي قدماً في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.