14 سبتمبر 2025

تسجيل

جنة يطيب لنا عطرها

08 أكتوبر 2013

تحويل حياتنا لصفحات بيضاء لا يغطيها أي شيء من الماضي وتحديداً (من كل ما لا نرغب به) يكاد يكون كحلم يحق لنا أن نحلم به ونعيشه في عالم الأحلام، غير أنه ذاك الذي ندرك بأنه صعب المنال، ولا يمكننا تحقيقه؛ لذا لا نطالب به كل الوقت وذلك لأن الماضي بكل ما يحمله في جوفه يُعد الجزء الأول من الحياة، والذي لا يمكن أن يكون غيره ما لم يكن هو أولاً، فمنه يمتد الحاضر ويعقبه المستقبل، الذي يتماسك ببعضه البعض بفضل تماسكنا نحن، فإن شهد الأمر خللاً ما، لاضطربت الحياة بأسرها، ولتغيرت ملامحها دون أن نتمكن من معرفة ما يمكن أن نتعرض له لاحقاً، حتى ندرك الكيفية التي يمكننا بها استخراج الخير من بطن الشر، وذلك بتحويل تلك التجارب الأليمة إلى خبرات عظيمة تساعدنا على جعل المستقبل أكثر إشراقاً يسمح لنا أن نستمتع بكل تفاصيله مهما كان حجمها، شكلها، أو نوعها، والحق أنه ما يمكننا تحقيقه من خلال ضبط أهدافنا وتوجيهها نحو المسار السليم وفي التوقيت المناسب أيضاً، وهو كل ما قد يأخذ منا الكثير من الوقت والجهد في بدايته، ولكنه سرعان ما سينكمش؛ لينكمش معه كل شيء بمجرد أن يدخل الموضوع إلى قلب (الاحتراف)، الذي سنصبح معه أكثر تمكناً من تحقيق ما نريده، وهو ما يمكن أن يكون ولكن حين ينبع من كل فرد يحرص على أن تنتقل تلك العدوى منه إلى غيره حتى ينتهي بنا المطاف ونحن وسط مجتمع يدرك تماماً ما يفعله وبجودة عالية فعلاً تحقق له ما يريده. هذه الأيام الفضيلة التي نعيشها هذه الأيام تتميز بمضاعفة أجر كل ما نقوم به في حياتنا، ولعظم ما يكون منها فنحن بحاجة لعظيم يكون منا على الصعيد الفردي والجماعي أيضاً، فما سنخرج به يستحق ما يتوجب علينا إخراجه الآن ودون تردد مهما كانت المخاوف التي تبيح لنا حق التراجع، ونشعر برغبتها الشديدة التي تحرص على الالتفاف حول رقبة كل خطوة إيجابية نرغب بها؛ لتمنعها من التقدم، حتى نصر ونصر ونجبرها على أن تكون، مما يعني أن أمر تقدمها إلى الأمام يعود إلينا في النهاية، ويحتاج منا إلى دفعة قوية؛ كي يكون لنا ما نريد، والسؤال الذي سنطرحه الآن: ما الذي يستحق منا خطوة حقيقية نبادر بها؟ إن ما قد بدأت به مقالي يدور حول صفحة الماضي التي يمكن أن نرتعب منها أحياناً، فنشعر بأننا لا نرغب بما يدور فيها ونحرص على التخلص منه ولكن بشكل يُضيف لنا قبل أن يأخذ منا، ثم تحدثت عن عظم هذه الأيام الفضيلة التي تحتاج منا إلى عظيم يجدر به بأن يكون منا خلالها هذه الأيام، والآن سأتحدث عن ضرورة دمج الجزء الأول بالثاني، وهو ما سيكون كالتالي: فلنفكر بما كان منا في الماضي كخبرات يمكن أن نستفيد منها للقادم من أيامنا، فلا نركز على ما يزعجنا ونبكي عليه؛ ليمتد الحزن حتى الحاضر ويتعدى على المستقبل وحقوقه منا، ولكن فلنركز على ما يجدر بنا القيام بما سبق لنا أن فعلناه ولكن بحرفية أكثر، فلا يكون مترهلاً من كثرة الاستخدامات التي تفتقر إلى الإبداع، ولنقدم ما يمكن بأن يرفع من شأننا أكثر بصورة مُشرفة، فلا يكون عملنا من باب القيام بما علينا فقط، ولكن من باب القيام بما علينا وبإخلاص تام، ولكم هي كثيرة تلك الأعمال الخَيرة التي يمكننا القيام بها، وكل ما تحتاج إليه هو القيام بها بما يُرضي الله، دون أن نُقبل عليها؛ كي نُظهر للآخرين بأننا قد فعلنا، كتلك التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وينادي بها؛ بحثاً عمن يلبي النداء، الذي وإن تمت تلبيته فسنخرج بكثير من المكاسب العظيمة التي سيعلو بها شأن المجتمع منها: كسب الكثير من الأجر، بث الأمن والأمان بين شرائح المجتمع، الأخذ بيد العاجز، موت الجريمة، تحقيق العدالة الاجتماعية، والكثير من كل ما يمكن بأن يحول حياتنا على الأرض وفيها كجنة يطيب لنا عطرها بقدر ما يطيب لنا العيش فيها، ولكنه ما يعتمد منا على تلبية ما يتوجب علينا تلبيته من أركان يقوم عليها ديننا كـ (الزكاة)، التي تنمي الروح وتطهر النفس، وتُكسب المال بركة عظيمة شرعها الله حين شرع الزكاة من المقام الأول، والحق أنه ما يُحفزنا على التمسك بما علينا من واجبات يجدر بنا القيام بها؛ كي نُدرك كل ذلك، وسنفعله حين ندرك ما علينا وبتوجيه حقيقي يجدر به أن يكون منذ البداية المُطلقة، فغرس الأركان الإسلامية في النفوس يبدأ منذ الصغر، كخطوة يتوجب علينا البدء بها؛ لإطلاق مشروع خطة الزكاة، التي اعتمدتها بعد أن تلقيت وبتاريخ 24 سبتمبر الماضي دعوة إلى المؤتمر الثاني لسفراء الزكاة، وكان لي شرف المُشاركة فيه كـ (سفيرة زكاة) تم اختيارها ضمن مجموعة تم اختيارها وفق تصنيفات مختلفة؛ كي تدعم مشروع الزكاة بجهود وأفكار خاصة بها ستثري حركة الزكاة، وستساهم بنمو ثقافته أكثر في المجتمع، ووفق ما قد خرجنا به من المؤتمر فإن القادم يحمل لنا الكثير؛ لنقدمه لأفراده ونساهم من خلاله بإنجاح المشروع، الذي سيساهم بالتربية الروحية والاخلاقية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي ستنصب آثارها في قالب عظيم سيسمو به المجتمع الإسلامي، وستعلو به قامته أكثر بكل ما يتمتع به ويحلم بتحقيقه ويتطلع إليه، فهو كل ما نرجوه وسنعمل على تحقيقه بإذن الله من خلال ما سنعمل عليه معاً كأطراف متعاونة يجدر بها دمج كل ما لديها من خبرات تستحق هذا الدمج، وإنها لخطوة موفقة من (صندوق الزكاة)، الذي يسعى إلى تقديم حياة كريمة لكل الأفراد على هذه الأرض الطيبة، نأمل أن تكون للجميع إن شاء الله، وحتى يكون لنا ما نريد فلا خير من هذه الكلمات الطيبة التي سنختم بها: التغيير مهمة تقع بكامل مسؤوليتها على كل مسؤول يدرك تماماً أهميته، ويملك الصلاحية التامة التي تعينه على فتح ذاك الباب للآخرين؛ لذا فإن كل ما عليك فعله هو تحديد مهتمك، والتعرف على مسؤولياتك؛ ليكون لك ولنا ما نريده إن شاء الله. وأخيراً كل عام والأمة الإسلامية بخير لا يُجلب إلى كل الخير. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]