العلاقات القطرية الأوروبية

ترتبطُ دولة قطر والاتحاد الأوروبي بشراكة مُتنامية في ضوء إرادة سياسية وحرص متبادل ورغبة مُشتركة لتعزيز التعاون بما يحقِّقُ المنافعَ المتبادلةَ للطرفَين.. ويعكس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس سعادة السيد شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، والوفد المرافق، بمناسبة زيارته البلاد، الأهمية التي يوليها الجانبان لهذه الشراكة، والأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي للدوحة، حيث قال رئيس المجلس الأوروبي: إن قطر تلعب دوراً أساسياً في مجال الطاقة.. وإن الاتحاد الأوروبي يرغب في تقوية العلاقات معها. لقد شهدت الفترة الماضية العديد من المؤشرات التي تظهر الرغبة في الدفع بالشراكة بين الطرفين إلى آفاق جديدة، حيث عززت جولة صاحب السمو الأمير المفدى الأوروبية في مايو الماضي وشملت جمهورية سلوفينيا، ومملكة إسبانيا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والمملكة المتحدة، الشراكة الإستراتيجية مع هذه الدول في مختلف المجالات، كما عكست نتائجها المكانة المتميزة لدولة قطر على الساحة الدولية وأهمية دورها المحوري من أجل السلام والاستقرار في العالم. ولعل الإعلانُ الأوروبي في أبريل الماضي عن إدراج قطر ضمن قائمة الدول التي سيُعفي رعاياها من تأشيرة الشنغن، يأتي تتويجًا للشراكة المثمرة بين قطر والاتحاد الأوروبي، وهي شراكة تتميز بروابط وثيقة مبنية على أساس توثيق التعاون بين الطرفَين على المدى الطويل من خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة وتنظيم الفعاليات في مُختلف المجالات. وجاء افتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي أمس في دولة قطر، كمؤشر يصب في ذات السياق، ويؤكد رغبة وحرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز العلاقات مع قطر، ونقلها إلى مرحلة جديدة من التعاون، خصوصا في هذه الفترة التي يواجه فيها العالم تحديات حقيقية في مجالات الطاقة والتنمية الاقتصادية والأمن، حيث ينظر الاتحاد الأوروبي إلى مدى أهمية الشراكة والتعاون مع قطر، وقناعة الاتحاد الراسخة بأهمية هذه الشراكة، وما تضيفه من مساهمة فعالة في التصدي للتحديات الصعبة التي تواجه أوروبا والعالم بأسره.