12 سبتمبر 2025

تسجيل

السوشيال ميديا.. أزمات وفوائد (1)

08 سبتمبر 2020

يواجه تطبيق (تيك توك) وهو أحد عوالم السوشيال ميديا والمعروف بالفيديوهات القصيرة والطريفة منذ أشهر هجوماً من قبل الطبقة السياسية الأمريكية بسبب ارتباطه المحتمل ببكين، صَعَّدُه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان عزمه حظر استخدام هذا التطبيق في الولايات المتحدة حيث يلقى (تيك توك) التابع لمجموعة بايت دانس الصينية رواجاً كبيرًا في صفوف المراهقين والشباب على وجه الخصوص بسبب تسجيلات الفيديو التي تبث عبره وتتمحور بشكل كبير على الرقص والموسيقى، وحيث يبلغ عدد مستخدمي التطبيق حوالي مليار شخص حول العالم، وآثار هذا التطبيق انتباه إدارة الرئيس الأمريكي ترامب وجهات حكومية أخرى من الحكومة الأمريكية بسبب المخاوف من أن (تيك توك) يجمع معلومات عن الأمريكيين يمكن تسليمها إلى الحكومة الصينية التي قد تستخدمها للتجسس على مواطني الولايات المتحدة. وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في السادس من يوليو الماضي قائلاً: إن من يحملون التطبيق على أجهزتهم يضعون معلوماتهم الخاصة في يد الحزب الشيوعي الصيني، وهذا أيضًا ما عبَّر عنه مشرعون أمريكيون آخرون من قلقهم من استخدام بكين للمنصة لغايات سيئة تجاه الولايات المتحدة، وحيث تم منع الجيش والبحرية الأمريكية المنتسبين إليها من تحميل هذا التطبيق على الهواتف المملوكة للحكومة، وهذا ما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة بلومبيرغ للأخبار المالية بأن ترامب كان على وشك توقيع أمر رسمي لإجبار الشركة الأم الصينية على التخلي عن التطبيق الشائع جدًّا بحجة حماية الأمن القومي، وبعد شدِّ وجذبٍ حول هذا التطبيق أعلنت شركة مايكروسوفت أخيرًا أنها تحدثت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن صفقة شراء (تيك توك) ممَّا يُمهّد الطريق أمامها للسيطرة على التطبيق الصيني في عدد من الأسواق واحتمالية تغيير موقف الرئيس الأمريكي حيال حظره ومنعه في الولايات المتحدة الأمريكية. وحيث قالت شركة مايكروسوفت إنها تواصل المشاورات في شراء تطبيق (تيك توك)، وهي تُقدِّرُ المخاوف التي يُثيرها الرئيس ترامب، وإنها تسعى إلى معالجتها، والتي من المقرر أن تتم بشكل كامل في موعد أقصاه (15) سبتمبر الجاري، مؤكدة التزامها بتطبيق المراجعة الأمنية الشاملة على التطبيق حتى لا يكون مُهدِّدًا للأمن القومي الأمريكي، وتوفير مزايا اقتصادية مناسبة للولايات المتحدة. مع أن الرئيس الأمريكي يعارض هذه الصفقة وبشدة، لكن مستشاري الرئيس الأمريكي يحاولون إقناعه بالتوقيع على صفة مايكروسوفت لتفادي العواقب السياسية المتمثلة في إيقاف خدمة لعشرات الملايين من مستخدمي هذا التطبيق في الولايات المتحدة، وأن عملية البيع لاستحواذ مايكروسوفت ستكون حلًّا جيدًا يُساعد على معالجة بعض المخاوف الأمنية، ويقوي الاقتصاد الرقمي في الولايات المتحدة، ويحافظ على تطبيق يتمتع به ملايين الأمريكيين. وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن السعر المُقدّر للاستحواذ على (تيك توك) بنحو (26) مليار دولار، وحيث يضم التطبيق (2) مليار مستخدم حول العالم منها (800) مليون مستخدم فقط في الصين، وهناك (100) مليون مستخدم في الولايات المتحدة يُشاركون صورهم وفيديوهاتهم عبر التطبيق. ومن جانبها رفضت إدارة (تيك توك) التعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة، وقالت في بيان لها: "نحن واثقون من نجاح تيك توك على الأمد الطويل"، وأضافت أن مئات الملايين من الأشخاص قصدوا (تيك توك) للتسلية والاتصال بمن فيهم مبدعون، وفنَّانون يكسبون لقمة عيشهم من هذه المنصة، وحيث تعهدت الشركة بالتزام مستوى عالٍ من الشفافية بما في ذلك السماح بالاطلاع على خوارزمياتها لطمأنة المستخدمين والمنظمين. وحيث قال الرئيس التنفيذي للشركة السيد كيفن ماير في منشور له: لسنا سياسيين ولا نقبل الإعلانات السياسية، وليس لدينا أجندة مؤكداً بقوله: "إن هدفنا الوحيد هو أن نبقى منصة حيوية وحيوية ليستمتع بها الجميع"، مع أن هذه المنصة من تطبيق (تيك توك) لا تُثير الجدل في الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل فقد حظرت في الهند منذ (30) يونيو الماضي ووضعت على رأس قائمة من (59) تطبيقًا صينيًّا حظرتها نيودلهي على أراضيها، وذلك لضمان أمن الفضاء الإلكتروني الهندي وسيادته. كذلك أيضًا أصدرت باكستان أخيرًا تحذيرًا نهائيًا للتطبيق طالبة منه حذف محتواه الذي يُعتبر غير أخلاقي، وبذيء، ومبتذل... وللمقال بقية الأسبوع المقبل [email protected]