29 أكتوبر 2025
تسجيلقد يتساءل البعض عن مفهوم مصطلح "التخطيط" من الناحية العلمية البحتة، روب ويلسون ومارك بيكارز في كتابهما أساسيات الإدارة الرياضية اختصرا عناء البحث على الكثيرين بتعريفهما للتخطيط بأنه: "تحديد الاتجاه والأهداف أو الغايات العظمى للمنظمة والنشاط". عندما يذكر مصطلح التخطيط بشكله العام فإن الحديث لا يقتصر على المؤسسات أو الأندية الرياضية فحسب، بل أيضا على صعيد التخطيط الشخصي. كل شخص يعتمد نجاح أسلوب حياته على التخطيط المتقن لكل ما يقوم به في شتى مجالات الحياة من خلال خريطة طريق مستقبلية تهدف إلى تحقيق ما يصبو إليه من نجاح وظيفي أو مالي أو ما سواهما من أهداف سامية ومشروعة لكل إنسان. أي عمل ناجح يجب أن يكون التخطيط لبنته الأساسية وإلا فنسبة نجاحه ستكون ضئيلة أو مرهونة تحت بند الصدف والحظوظ. لو استخدمنا عدسة التخطيط للنظر إلى واقعنا الرياضي فإن السؤال الأكبر الذي يتبادر إلى الأذهان: هل التخطيط الرياضي ضرورة؟ هل مؤسساتنا الرياضية لديها خطط طويلة المدى؟ أم قصيرة المدى؟ هل يعمل المسؤولون في تلك المؤسسات على خطط علمية تم بناؤها من قبل متخصصين في مجال التخطيط والإدارة الرياضية؟!. في الحقيقة إن التخطيط أساس كل شيء وهو ضرورة على الصعيد الشخصي وحتمي على مستوى المؤسسات والأندية الرياضية، بل يفترض أن يحاسب كل مسؤول على خططه وجودتها وتحقيقها للأهداف العليا للدولة ويتم تقييم خططه القصيرة وبعيدة المدى بين الحين والآخر. التخطيط يساهم في معرفة موقعك الحالي في خريطة الإنجاز كما أنه يبني لك رؤية واضحة ورصينة للمكان الذي تريد أن تكون فيه في المستقبل. من المهم أن تلتزم أي مؤسسة رياضية بالتخطيط العلمي بناءً على مواردها البشرية والمالية، ولكل هدف خطة مختلفة، فعلى سبيل المثال عندما يكون الهدف تصعيد جيل من الشباب للفريق الأول، فيلزمنا التخطيط من خلال اختيار مدرب مناسب لهذه المهمة صاحب تجربة سابقة ناجحة في تأهيل الفئات السنية، في حين لو كان الهدف هو تحقيق إنجاز ما أو بطولة قارية فيتم الاعتماد على اللاعب صاحب الخبرة وجلب المحترفين الاكفاء لإنجاز هذه المهمة. ما أريد أن أصل إليه أنه إذا كنت تعمل في مؤسسة رياضية لا تلتزم بمعايير الشفافية في إشراك منسوبيها بالخطط المراد تحقيقها، فإنك لا تملك بوصلة النجاح في ظل ذلك العمل العشوائي الذي يعتمد على الاجتهادات الشخصية، وأن الفشل لا محالة سيكون حليف تلك الجهة الرياضية. ختاماً، أي تخطيط حبيس الأدراج، لا حياة له على أرض الواقع، لا قيمة له لأن الأصل أن يتزامن التخطيط مع العمل الجاد، لا أن يكون مجرد حبر على ورق. دكتوراه في الإدارة الرياضية قسم التربية البدنية بجامعة قطر [email protected]