17 نوفمبر 2025
تسجيلمنذ قاموا بالقرصنةِ ثم حاصروا بلادَنا، وكأنهم قادمونَ من عصورٍ قديمةٍ فيها ظلامٌ وتَخَـلُّفٌ، فإنَّ بلادَنا وشعبَنا، بقيادةِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، استمرتْ في تنفيذِ خططِ التنميةِ، وظَـلَّتْ سائرةً على دروبِ النهضةِ والـمَدَنيةِ، فقدمتْ للعالمِ إنجازاً عظيماً بافتتاحِ ميناء حمد البحريِّ قبل أيامٍ قلائلَ. أما (الأشقاءُ)، فكانتْ إنجازاتُهُم، داخلَ بلادِهِم وخارجَها، مزيداً من التراجعِ في مكانتِهِم الأخلاقيةِ، ودورِهم السياسيِّ، وتأثيرِهم الدَّوليِّ. ولأنهم يعيشونَ حالةً من الجاهليةِ، والـمراهقةِ السياسيةِ، فقد قاموا بقطعِ حبلٍ آخرَ من حبالِ الأخوَّةِ والجِـيرَةِ التي تربطُ بين بلادِنا وبلادِهِم، فخرجَتْ علينا ثُـلَّةٌ من الـمُغنينَ الـمُرتزِقَـةِ السعوديينَ بأغنيةٍ ركيكةٍ عنوانُها: عَـلِّمْ قِـطَرْ، قذفونا فيه بالغدرِ والخيانةِ وسواها من صفاتِهِم هم، وهددونا (بأبطالِهِم) الذين سيُرونَنا الويلاتِ، ولن يتسامحوا معنا. وبالطبعِ، فإنَّ معظمَ هؤلاءِ الـمُغنينَ أكلوا على موائدِنا، وغنوا أغاني خالدةً في مدحِ بلادِنا وقادتِها، كمحمد عبده، وعبد الـمجيد عبدالله، وراشد الـماجد، ورابح صقر. ولا نلومُهم، فهم لم يُغنُّوا لدوافعَ وطنيةٍ، فالعالَمُ يعرفُ أنَّهم، وسعود القحطاني الـمعروف بدليم، والقردَ الـمرحَ مشعل الحارثي، وعبد الرحمن الراشد الذي يكرهُ الإسلامَ والـمسلمين، وسواهم من سلاتيحِ السعوديةِ، ليسوا أكثرَ من أدواتٍ يُحرِّكُها ساستُهُم. ولا نعتبُ عليهم لسببينِ: الأولُ، أنهم يريدون أنْ يعيشوا ويتمتعوا في دنياهم بالـمالِ الحرامِ الذي مُلئَتْ به جيوبُهُم وبطونُهُم. والثاني، أنَّ السيفَ فوقَ أعناقِهِم، فلا يستطيعونَ رَفْضَ التوجيهاتِ (العُليا). فهم لا يعيشونَ في الكويتِ أو قطرَ أو عُمانَ التي تُدارُ بالـمؤسساتِ، ويخضعُ الجميعُ فيها للدستورِ والقانونِ. هؤلاءِ الـمُغَنُّونَ وأمثالُهم من الإعلاميينَ، وعلماءِ السلاطينِ، لم يتمتعوا يوماً بالحياةِ كبشرٍ أحرارٍ لهم الحقُّ في اتِّخاذِ مواقفَ فيها عزَّةٌ إسلاميةٌ، وكرامةٌ عربيةٌ، وأخلاقٌ إنسانيةٌ، بل يتهافتونَ كالذبابِ حول موائدِ سادتِهِم العامرةِ بالتآمُرِ والغدرِ ومعاداةِ الإسلامِ الحنيفِ. هذه الأغنيةُ الهابطةُ أخلاقياً، تقودُنا إلى التفكيرِ طويلاً في أمورٍ، أهمُّها: 1) وجوبُ استمرارِنا بالتعاملِ معهم من خلالِ الـمنظماتِ والهيئاتِ الدوليةِ، والسعي لدى مجلسِ الأمنِ لإصدارِ قرارٍ بإلزامِهم احترامِ القانونِ الدَّوليِّ، واحترامِ سيادةِ بلادِنا وعدمِ تهديدِنا وجودياً. مع تقويةِ وتفعيلِ تحالفاتِنا على كلِّ الصُّعُدِ مع الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ. 2) لم يعدْ مجدياً التباكي على جثةِ مجلسِ التعاونِ الذي قتلوهُ بغدرِهِم وجاهليتِهِم وحقدِهِم. فلابدَّ من دَفْنِها بعدما تَعَفَّنَتْ وزَكَمَتْ روائحُها النَّتنةُ أنوفَنا وأنوفَ الشرفاءِ في خليجِنا العربي والعالَمِ. وهذا يعني أنَّ الخيانةَ الإماراتيةَ التي تَعرَّضَتْ لها سلطنةُ عُمان سابقاً، والخيانةَ الإماراتيةَ السعوديةَ البحرينيةَ التي تعرضنا ونتعرضُ لها اليوم، لابد أن تدفعانا لإقامةِ مجلسِ تعاونٍ ثنائيٍّ يضمٌ قطرَ وعُمانَ، بحيثُ يُشَكِّلُ ضمانةً لعدمِ قيامِ (الأشقاءِ) السعوديين والإماراتيين بتهديدٍ وجوديٍّ للبلدينِ مستقبلاً. وهذا الـمجلسُ سيتمُّ التعاملُ من خلالِـهِ مع دولِ الجوارِ والعالَمِ بحيثُ يخدمُ مصالحَهما الـمشتركةَ، ويتيحُ تقريبَ السياساتِ الخارجيةَ لهما، والتنسيقَ بينهما للاستفادةِ من خبراتِهما الضخمةِ في مجالاتِ التنميةِ والاقتصادِ والتعليم والرعايةِ الاجتماعيةِ والإعلامِ. ولا نقولُ ذلك تهديداً وإنما رداً على تهديدٍ، وضمانةً لـمستقبلِ أبنائنا وأحفادِنا الذي يُهدِّدُهُ (الأشقاءُ) بجاهليتِهِم السياسيةِ وانسلاخِهِم عن أخلاقِ الإسلامِ. 3) الانحطاطُ الأخلاقيُّ في إعلامِ السعوديةِ والإماراتِ، وتغريداتِ الأدواتِ الصغيرةِ كدليم وضاحي وقرقاش، والأعمالُ الفنيةُ الهابطةُ في الدولتينِ (الشقيقتينِ)، جميعُها أمورٌ تدفعُنا للتميُّزِ عنهم بأخلاقِنا، واستمراريتِنا في بناءِ بلادِنا تحتَ رايةِ وحدتِنا الوطنيةِ بقيادةِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى. كلمةٌ أخيرةٌ: يا (أشقاءَنا)، إنَّ قطرَ، بقيادةِ تميم الـمجدِ، عَلَّمَتْكم الأخلاقَ والفضيلةَ، وتُعْلِـمُكم اليومَ أنَّ رياحَ مؤامراتِكم ستتبددُ عند أقدامِ قامتِها الشامخةِ التي لن تركعَ إلا للهِ تعالى. كاتب وإعلامي قطري [email protected]