28 أكتوبر 2025

تسجيل

اليمن.. بحاجة لمصالحة..!

08 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سواء اتفقنا أو اختلفنا، فالحرب في اليمن ليست من صالح الطرفين، ولا الشعب اليمني، والحل في اليمن هو سياسي في النهاية لوقف ما تبقى من اليمن السعيد، من خلال إدراك الساسة بأن اليمن في حاجة لرأب الصدع والجلوس مع كافة الأطراف وبدء محادثات سلام جادة تنهي المأساة والوصول إلى حل يرضي الجميع لأجل اليمن وعراقته وتاريخه. استمرار الحرب سيؤلد كارثة، وحرب استنزاف لا نهاية لها، وتفجيرات هنا وهناك، فعلى الساسة الاستجابة للمطالب والقرارات الدولية والنداءات الخليجية، فلا تحرقوا بلدكم أيها اليمنيون، كما أحرقت بعض الدول العربية، وما زالت تعاني من الطحالب التي تكاثرت نتيجة هذه المستنقعات القتالية الطائفية. مفاوضات تحتاج لقرارات وتنفيذ مقابل التنازل عن بعض المكتسبات هنا وهناك، ولوقف القصف المتبادل بين القوى الشرعية وغير الشرعية، فالأفعال تنافي الأقوال، والتعاطي مع الأزمة اليمنية يجب أن يتم من خلال الحوار المباشر بين جميع الفرقاء وعلى أساس لا منتصر ولا مهزوم، إذا أردنا لليمن الاستقرار.نوايا خليجية جادة لإيجاد السلام والاستقرار في اليمن، ومساع دولية وخليجية تبذل هنا وهناك لوقف المعارك ورفع المعاناة عن الشعب اليمني من خلال المصالحة والمصارحة، وأن تكون هناك جدية للتوصل لحلول للأزمة السياسية من خلال تفعيل المبادرة الخليجية والقرارات الأممية، ومن ثم يترك لليمنيين الحرية في اختيار حكومتهم التي يرتضونها من خلال اقتراع يشرف عليه مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة.لقد فوتت الأطراف المعنية فرص السلام الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلت لحالة الانقسام والفوضى داخليا وخارجيا، فالخطة الدولية للحل في اليمن في الملعب بعد موافقة طرف عليها وعلى المبادرات السلمية.لذا فإن التحركات الخليجية المستمرة لوقف نزيف الحرب وآثارها، يعززها عدم وجود نوايا خليجية لاستمرار الحرب بل للحفاظ على اليمن موحدا مستقرا، والتحالف العربي بقيادة المملكة والجهود الدبلوماسية الكويتية وتحركات السلطنة مع جميع الأطراف المتنازعة ما زالت مستمرة لإنقاذ البلد من حرب طائفية إن وقعت ستحرق الأخضر واليابس في كل أرجاء اليمن! فما يحدث في اليمن للأسف يؤدي فقط إلى زيادة الكوارث، فهناك فرق بين من يحمي وطنه بدمه، وبين من يهدر دم وطنه، فالحل يتطلب وقف الحرب من الجانبين، وإجراء مفاوضات وانتخابات نزيهة، على مبدأ ومقولة (لامنتصر ولا مهزوم) فكلا الطرفين وجهان لعملة واحدة في هذه المرحلة.فالمساعي الحميدة التي أبدتها الحكومة الكويتية والتسهيلات الكبيرة لإنجاح المفاوضات من أطراف عدة، اصطدمت بواقع آخر، فمسؤولية الإخفاق يتحملها المفاوضون وإصرارهم على مصالحهم الشخصية أحيانا، فالأزمة باتت تحمل في طياتها أمورا كثيرة، وليس من السهل إغفالها أو تجاهلها، فمن غير المعقول أن يستمر الوضع على ما هو عليه.ودول الخليج لا يمكنها تقديم أي تنازلات يمكن أن تهدد اليمن كدولة وكشعب وكذلك لا يمكنها تقديم تنازلات قد تكون خطرًا على الأمن القومي الخليجي. وليس من المبالغة القول، بأن شريحة كبيرة من المجتمع اليمني باتت تتطلع لالتقاط الأنفاس والعيش في أمن وسلام بعيدا عن المذهبية والطائفية وإحلال السلام الشامل في كل ربوعه من الجنوب إلى الشمال بعد أن حول المنتفعون حياة اليمنيين إلى جحيم لا يُطاق، وآن الأوان للمصالحة والمفاوضات الجادة والنوايا الصادقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية في المقام الأول دون محاصصة، فشكرا لحكومة دولة الكويت على دورها في احتضان المفاوضات، وشكرا لدول مجلس التعاون على إصرارها المستمر والدؤوب لوقف النزاع في اليمن ويراعي مصالحه وأمنه واستقراره.. فحل الأزمة يبدأ بنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة وجدية دون منتصر أو مهزوم... والله من وراء القصد.