13 سبتمبر 2025
تسجيلرغم اختلاف خط سير وسائل الإعلام وخطوات حركة وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الهدف الذي يسعى إليه كل طرف منهما هو ذاته ألا وهو انتزاع الحقيقة من كبد الواقع، وغرسها في حجر المتلقي، الذي يُحدد المكانة التي تستحقها منه؛ لتكون فيه ويتعامل معها كما يجب، وبحسب ما يراه مناسباً، خاصة أن كل حقيقة وإن اتفقت على أنها النتيجة الحتمية لجملة من الوقائع والأحداث التي تدور في فلك واحد، إلا أنها لن تجد ذات المعالجة من المتلقي، فهو ما يكون معتمداً على تركيبته الفكرية ومدى استيعابه للأمور، الأمر الذي يضع كل تلك الوسائل أمام جملة من التحديات لعل أهمها: نشر الحقائق كاملة وبشكل واضح يقطع الطريق على أي تشتيت من الممكن بأن يكون وذلك؛ كي يلقفها المتلقي ويُشارك فيما بعد بالحصيلة التي خرج بها في عملية الإصلاح، فما كشف الحقائق التي تنسكب علينا دون توقف خطوة تأتي من فراغ، ولكنها ترجمة حقيقية لاجتهادات جادة هدفها الأساسي (بث التوعية)، والاجتهادات الجادة التي أشرت إليها هي تلك التي تصور الواقع كما هو، وتحرص على بثه سليماً دون أن تتناوله الأيادي العابثة أو يقع عرضة للعقول المضطربة فيخضع للتمثيل والتنكيل؛ لنصل في نهاية المطاف لنهاية وخيمة نصفها الأول هو ذاك الذي تضيع معه الحقيقة، ونصفها الثاني هو ذاك الذي تتقلص فيه فرص الإصلاح وتنكمش؛ لينتهي كل شيء حتى من قبل أن يبدأ، وهو دون شك ما لن تسعى إليه العقول الواعية والمتفتحة التي يهمها أن تُشارك في عمليات الإصلاح حتى وإن اختلف مصدر الحقائق التي تكشف لنا العديد من الجوانب، ومن الممكن بأن نكون قد أغفلناها ولأي سبب من الأسباب لن نقف عليها بحكم أنها تختلف من فرد لآخر، ولكنها تتفق على نقطة واحدة وهي أنها ستصل به وفي الأخير إلى ذات النتيجة، التي سندرك فيها أن رؤوسنا قد غيرت مسار اهتمامها لأمور أخرى لا تستحق منا كل ما نصرفه عليها من وقت؛ لأن الحياة لا تقف عندها فحسب، ولكنها تملك العديد من الجوانب التي تستحق منا بذل أي شيء من الاهتمام بها؛ كي يكون الإصلاح المُراد، والذي سبق لي وأن تحدثت عنه في غرة هذا المقال، وسأظل أفعل حتى آخر لحظة من حياتي. تشهد كل لحظة من لحظات حياتنا الكثير من الأحداث والوقائع، التي ترصدها الجهات المختصة بشكل عام، وتخرج بها المتابعات الجادة التي يجود بها أصحابها؛ لنجد حصيلة من الحقائق: التي نتفاجأ بها تارة؛ لتدور بنا الدنيا من شدة الصدمة فنقف حيث هي. ونشعر بعدم أهميتها فلا نسمح لها بأن تعبر الذاكرة؛ لتمضي من حيث أتت تارة أخرى، والحق أن ما يعلق بالذاكرة ويقبع فيها يكون مؤثراً جداً ويُجبرنا على السؤال عن أصله؛ لمعرفة ماهيته، والأسباب التي أدت إليه، وهو ما لن يمرق بكل سهولة مع أصحاب العقول الواعية والقلوب الرحيمة؛ لينتهي ويموت حيث هو، ولكنه ما سيكون نقطة بداية؛ لبحث جاد سيساعد على إحداث تغيير جاد في الحياة سيبثها في نفس كل من قد أنهكه الألم وفقد من بعد ذلك الأمل، والحق أنه وكل من يعيش معاناته يشكلون شريحة تعيش معنا وتبحث عن الأمل الذي يمكن بأن يطل عليها ذات يوم حين تفيق الرغبات الحقيقية؛ لإحداث التغييرات المرجوة، التي ستجعل الحياة مكاناً أجمل وأفضل بفضل كل المساعدات التي يمكن بأن نتقدم بها أياً كان حجمها، مما يعني أنك وإن شعرت بحاجة ماسة إلى مساعدة الآخرين فلا تقف حيث أنت، ولكن سارع؛ لبذل المساعدة الممكنة، التي ستشعر بجمالها متى لامست فرحة من قد تلقى منك مساعدتك.وأخيراً لا تقف حيث أنت، ولكن حاول أن تُحدث تغييراً ملموساً في حياة غيرك، فحرصك على فعل ذلك يترجم إنسانيتك التي تُحلل القالب الذي يحتويك، فكن إنساناً بمعنى الكلمة؛ كي تصبح ما تعنيه هذه الكلمة (إنسان).