قطر وإغاثة الأشقاء

مثلما هبت الدوحة على مدى السنوات الثلاث الماضية لنجدة وإغاثة الأشقاء السوريين الذين أدت الحرب إلى نزوحهم داخل الوطن، أو لجوئهم إلى دول الجوار؛ ها هي من جديد تهب للوقوف بجانب الأشقاء فى العراق، ممن شردتهم الحرب المجنونة التي تخوضها الحكومة ضد بعض الجماعات المتطرفة؛ فعلى مدى اليومين الماضيين، وكما بادرت قطر بمد أياديها الى الأشقاء السوريين سارعت القيادة القطرية بمبادرتها الإنسانية مع الأشقاء العراقيين؛ مدفوعة بالتزاماتها القومية المقدسة؛ وانطلاقاً من إيمانها العميق بقيم العرب والإسلام الأصيلة بإرسال طائرات مساعدات إلى النازحين العراقيين؛ حيث وصلت مطار ماركا (شرقي العاصمة الأردنية عمان) أمس طائرة مساعدات قطرية تحمل 50 طناً من المواد الإغاثية والغذائية والطبية للعراقيين، الذين نزحوا مؤخراً إلى الأردن.. كما هبطت طائرتان قطريتان بمطاري أربيل والسليمانية محملتين بمواد غذائية تصل حمولتها إلى أكثر من 200 طن.وسوف تتجه طائرة مساعدات ثانية ستصل اليوم إلى الأردن، تحمل 50 طناً من المواد الإغاثية والغذائية والطبية للعراقيين الموجودين في المملكة الأردنية؛ وسبق أن سيرت الدوحة طائرات مساعدات للنازحين العراقيين في مناطق اربيل والسليمانية في إقليم كردستان العراق.. لتصبح قطر أول دولة عربية تبادر إلى مساعدة العراقيين؛ حسبما أكد عباس الجبوري رئيس منظمة (مبادرون للإغاثة والتنمية) في العراق.يشهد التاريخ وتؤكد المواقف أن تلك الهبّات الإنسانية لم تعد مستغربة على قطر، أميراً وشعباً. وهي صاحبة الأيادي البيضاء على الأشقاء في الأسرة العربية، وخاصة خلال ثورات الربيع العربي، وما قبلها؛ كما أن مواقف قطر في دعم الأشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية سواء فى قطاع غزة أو بالضفة الغربية؛ تبقى شاهد عيان أصيلٍ على تلك الهبات الكريمة والشجاعة؛ التي تقوم بها قطر عن قناعة تامة، بأن البيت العربي لن يقوى بنيانه ويصمد أمام العواصف الإقليمية والدولية، إلا بمزيد من التعاون والتآلف والتراحم، بما يحقق الأمن والاستقرار؛ ويعود بالنفع على المواطن العربي. انه قدر قطر ـ بقيادتها الحكيمة ـ أن تكون حاضرة، وبقوة في أروقة السياسة.. تناصر قضايا الأشقاء؛ وتدافع عنها؛ وبنفس القوة أيضا تمتد أيادي القطريين بينابيع الخير إلى الأشقاء وقت الأزمات؛ للتخفيف عنهم، ولتؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم فى محنهم؛ فهكذا تكون مواقف الزعماء، وأداء القيادات، عندما تحيق بالأشقاء الملمات.