10 سبتمبر 2025
تسجيلالحكمة لا تأتي من فراغ، بل تتطلب منا تجاوز العديد من المسافات، التي يتوجب علينا أن نقطعها في حياتنا لتكون لنا فيما بعد، وهذه المسافات لا يُعقل أن نتجاوزها دون أن نرتكب فيها من الأخطاء ما سنرتكب كي ندرك من خلالها معنى الصواب وماهيته، والصواب لا يظهر بسهولة ما لم نكتسبه بحق، والحق أننا وإن وقعنا بجوف الخطأ أياً كان نوعه أو حجمه فإن ذلك لا يعني بأن نسمح له بأن يدير دفة الحياة، ويتحكم بمستقبلنا؛ لنقع تحت أقدامه كل العمر، بل ان الأمر يتطلب وقفة حقيقية نُصحح فيها ما كان من الماضي، ونضبط الأمور كلها؛ كي نمضي نحو المستقبل الذي نستحقه، وهو ما يمكن أن يتحقق حين نبادر بالصدق، ونتخذه المبدأ الأول في الحياة، فالحق أن ما يكون على غير (الحق) لن يدوم لنا بتاتاً. إن موضوعنا الذي سنتطرق إليه اليوم هو الماضي وما يحمله من أخطاء يمكن أن تؤثر على الحاضر الذي كان في الماضي مستقبلاً، وإمكانية التحكم بما يقع في الماضي؛ كي ندرك مساره في المستقبل وبشكل سليم يُبعدنا تماماً عن أزمة تبديد عمرنا وما سيتبقى منه في المستقبل. لاشك أن للخطأ نصيبه من حياتنا، مما يعني أن الوقوع فيه وارد في الحياة، ولكن لا يجدر بذاك الخطأ أن يتمادى بتاتاً؛ لأنه بلاشك سيتحكم بحياتنا وبتصرفاتنا، وبتوجهاتنا مما سيؤثر سلباً على من حولنا، والأضرار التي ستقع علينا بسبب الأخطاء التي سبق لنا أن ارتكبناها في الماضي كثيرة جداً، ومختلفة لا يمكن تحديدها؛ بسبب تزاحمها على صفحة الحياة اليومية، إذ أن كل يوم ينجب لنا من الأضرار ما يختلف عن كل ما سبق لنا أن أدركناه، والمشكلة حين تكون تلك الأخطاء وأضرارها من نصيب أقرب الناس إلينا، الذين تتأثر حياتهم بشكل واضح بسبب ما سبق أن ارتكبناه نحن. إن ما يقف عليه موضوعنا اليوم لا يعتمد على الخطأ فقط، ولكن على الأطراف التي يمكن أن تتأثر من ذاك الخطأ، والأضرار التي تتسبب بها تلك الأخطاء التي يمكن أن نقع فيها، والتي قد يكون منها خسارة الثقة وبشكل حقيقي، وهي أهم العناصر التي يمكن أن يقوم عليها نجاحنا في الحياة، وكي نسترجعها نحتاج لتوبة صادقة نتوجه بها إلى الله، ونسأله قبولها منا، دون أن نتقدم بها بشكل مؤقت، بل بنية تسأله الدوام؛ كي نستمد الثقة التي تمتد إلينا من الله ومن ثقتنا به.