15 سبتمبر 2025
تسجيلمَن منا ليس له حبيب أوعزيز فارقه إما بموت أو بسفر أو حَالَت الظروف بينهما لفوارق طبقية ربما تكون مادية أوعائلية،،،وأصعب شيء أن يفارق الإنسان من يحب زوجة كانت أباً أو أماً أو ولداً أو وطنا فتجد الألم يعتصر قلبه كلما تذكر اللحظات الجميلة أو رأى مكانه ومقتنياته،،، فهذا القلب الذي ينبض بالحب وتملأ حجراته الذكريات الجميلة والعواطف الجيَّاشة التي ربما تركت جرحاً فيه يتجدد كلما جاء مجال لذلك فهيهات أن ينسى الإنسان من يحب لو طالت الأيام أو قصُرت وخصوصاً إذا كان يسكن معه في نفس المكان أو وجد خارج وطنه الذل والهوان وصعب أن يعود ولسان حاله يقول ارحموا عزيز قوم ذل،،،وأما بخصوص العلاقات البشرية لا أقصد هنا الحب الذي يُغذي الغرائز الجنسية من أجل اللهو واللعب بأعراض الناس وإلحاق الضرر بالأخلاق الحميدة وبالمجتمعات المحافظة ولكن أعني الحب الذي هو أسمى من ذلك،،،، وقد يدعو الحب العذري أن يُردد البعض ما سمعناه قديماً لحليم ونزار ((ستُفتش عنها يا ولدي في كل مكان/ وتسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشُطئان)) فيا ليت إذا بحثت تجد من تبحث عنه حتى لو فتشت وبحثت كثيراً وقلبت رمل البحر ذرةً ذرة حجراً حجرا ولو خضت بحوراً وكانت دموعك أنهاراً ودخلت مغارات وتسلقت جبالاً ونزلت أودية وصحاري وكان حزنك كالأشجار كما قالوا فلن تجدها فلقد رحلت ولن تعود وقد تكون ملكاً لغيرك لا يسعك إلا أن تتمنى السعادة لها وتعتبرها ذكرى أو حلماً جميلاً مرَّ مرور الكرام أو تحت التراب تذهب لكي تزور قبره تقرأ عليه الفاتحة وتتمنى له المغفرة والقبول،،،أو تقتلك الحسرة وأنت ترى من يأخذ خير وطنك ويزايد عليك وهو الذي لم يكن بالأمس هنا أو تكون في بلد الغُربة ومن تحب هو بعيد عنك في مكان آخر فلا تسعفك الظروف أن تزوره بين فترة وأخرى والحنين قد أبكاك وأضناك وتتمنى لو لك جناحان تطير إليه كلما طرق من خياله طارق وخاصة الزوجة ففراقها صَعيب لكن هذا ثمن البحث عن لقمة العيش،،، فالحب بمختلف مسمياته وأهدافه إذا كان صادقاً فهو مفتاح للقلوب حتى القاسية منها فعندما يطرقها الحب تتغير وتلين،،، والمشكلة إن الحب هو إحساس لا يمكن أن تشتريه لكن قد تبيعه لغيرك ربما تمثل عليه دور المحب لمصلحة كانت وينتهي هذا الحب المغشوش بانتهاء المصلحة فكيف سيكون الحال لو إن الله لم يُخف ما في القلوب لكانت المأساة بعينها؟؟ فلمَا أستطاع المنافق أن يُسوق لنفاقه ولما أستطاع الممثلون الذين يمثلون علينا باسم الوطنية تارة ومصلحة التعليم تارة واقتصاد البلد تارة والثقافة تارة والتراث تارة والعمل الخيري تارة أُخرى؟؟!!وكم من الناس يمثل دور المحب وكم زوجة وزوج يعيشان تحت سقف واحد دون مشاعر اتجاه الآخر يمثلان على بعضهما البعض دور المحب ظاهرياً ومن الداخل لا يوجد لهذا الشعور أي أساس ولكن لكي تسير سفينة الحياة بسلام؟؟ وكم إنسان يحب الآخر من طرف واحد لا يستطيع أن يبوح له بذلك ويبقى كذلك يخفي شعوره ربما إلى الأبد،،،، ويبقى القول إن الله الكريم دائماً ما يستر على عباده ويعطيهم فرصا لكي يكونوا صادقين وإن حبل النفاق والكذب والتمثيل قصير فكل هذا سوف ينكشف لا محالة في يوم من الأيام وأصبح الحب الصادق الذي يجمع الناس في حب الله نادراً فالمصلحة وحبها هو المسيطر فما أكثر حب هذا الزمان المغشوش.........