14 سبتمبر 2025
تسجيل• لاحظ "بلجريف" الروابط والعلاقة الوطيدة بين المؤسس ومن يحيطون به • الحنكة السياسية للأمير الوالد واجهت كل التحديات التي شهدتها البلاد طوال 18 عاما • صاحب السمو اكتسب الخبرة والمهارة القيادية من الأمير الوالد • القيادة الشابة واكبت الرؤية التي دفعت نحو انتقال سلس ومنظم للسلطة • الأمير ركز على بناء الإنسان القطري وفق رؤية قطر 2030 • المكانة المرموقة لدولة قطر هي التي حرّكت دوافع الحقد لمحاصرة قطر!! • كل أحرار العالم وقفوا ودعموا قطر في مواجهة الحصار • الجزيرة أهم معاقل وحصون الوعي العربي يروي الرحالة البريطاني "وليم بلجريف" والذي زار الخليج العربي في عام 1862 عندما التقى بالشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس قطر وصانع استقلالها، أنه لاحظ ظاهرة في الرجال الذين يلتفون حول الشيخ جاسم، ويحيطونه برابط متين من الألفة رغم تنوع قبائلهم، وهو في سن الخامسة والثلاثين، لذلك ليس غريبًا أن يوحد كل القبائل خلف رايته لإنشاء دولة قطر التي خط طريقها في ريعان شبابه، سائرًا في موج التحديات التي واجهته من بريطانيا تارة، ومن الدولة العثمانية تارة أخرى، ومن محيطه الإقليمي آنذاك، ليمضي بحنكة سياسية ودبلوماسية عالية نحو بناء دولة قطر وشخصيتها المستقلة. استقت القيادة النهضوية الجديدة التي مثلها حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، الحنكة السياسية من القيادة الأولى المؤسسة منذ تسلمه الحكم عام 1995، ومارس دورًا أكثر أهمية خائضًا غمار مشروع التنمية والرفاهية على الصعيد الداخلي والخارجي، ومشاركة المنظمات الدولية أهدافها في إدارة كثير من الأزمات العالمية التي تولدت نتيجة الصراعات، فكانت قطر السبّاقة نحو حلحلة الأزمات بمساعداتها الإغاثية والتنموية في الصومال ولبنان وفلسطين والمغرب والعراق وبورما ودول فقيرة ومنكوبة، ثم لاحقًا في سورية وغيرها، نظرًا لتوافق أهدافها السامية مع الأهداف الأخلاقية التي وضعتها المنظمات الدولية لإدارة الأزمات العالمية، وخاصة تجفيف منابع الفقر ومواجهة الأمراض العابرة، فامتدت أيادي الخير القطرية إلى المشرّدين المهجّرين في أقاصي الشرق والغرب، حتى الجوعى والفقراء في أواسط إفريقيا وجنوب آسيا، إلى المحرومين من العلم في عالمنا العربي، وقد تركزت المساعدات القطرية على التنمية والدعم الإنساني قبل كل شيء. ليس على الصعيد الخارجي فحسب، بل على الصعيد الداخلي، مضت قطر في عهد سمو الأمير الوالد ولمدة ثمانية عشر عامًا من الصعود نحو القمة، تسير بخطى ثابتة بطريق التنمية والرفاهية لتتصدر العالم في الدول الأكثر رفاهية لمواطنيها، وقد ركز حفظه الله على الصحة والتعليم، ما جعلها الدولة الأولى في نسبة التعليم. وبدت الحالة الاقتصادية التنموية في ارتفاع واضح بعد استخدام أحدث التقنيات في تنقية الغاز والبتروكيميائيات وتصديرها. وقد أخذ المختصون حذرهم بما يتماشى مع تغير المناخ حيث استقبلت قطر كل دول العالم المشاركة في مؤتمر الدوحة لتغير المناخ عام 2012، واهتمت مؤسسات الدولة في تجنب انبعاثات الغاز، وحماية الحياة البيئية، وتوفير المياه النقية. وكذلك بدأت تلعب دورًا أهم على الصعيد الدولي في الحفاظ على سلامة بيئة الأرض ومواجهة تحديات تغير المناخ والحفاظ على سلامة الإنسانية. حنكة الإدارة السياسية بقيادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، واجهت كافة التحديات التي شهدتها البلاد أهمها الانقلاب الذي هدف لزعزعة أمن البلاد واستقرارها، وتوقف عجلة التنمية والاقتصاد للازدهار فيها، فنجحت أجهزة الدولة القوية ورؤية القيادة الحكيمة بإفشال مخطط الانقلاب الذي دعمته السعودية والإمارات في عام 1996، وقد أظهر تفاصيله وخفاياه المخيبة، برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة. كان الأمير الوالد يعمل ليل نهار لرفعة قطر، وتماشيها التام مع أخلاقيات العلاقات الدولية، وقد استثمر في مقدرات بلاده وجهده، لتحقيق الاستقرار والسلام ليس في الخليج فحسب بل في بقاع مختلفة من وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، ابتداءً من الصومال والسودان ولبنان واليمن وأخيرًا المصالحة الفلسطينية، لرأب الصدع، وإعادة الإعمار لما خلفته الحروب. وقدمت قطر برؤية الشيخ حمد كل ما تستطيع لحل النزاعات، وتحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة، وبأخلاق عالية، والسير نحو عالم عربي تسوده المشاركة السياسية الواعية، والحرية والنهضة، وقد دفعت الأموال في مسارها الصحيح بما يحقق المصالحة والاستقرار. تلك الجهود العظيمة في البناء والعلاقات والشراكات الإستراتيجية والمؤسسات التعليمية "مؤسسة قطر التعليمية" والمتاحف والمراكز الثقافية وافتتاح أول شبكة إعلامية عربية تصدرت قائمة الإعلام الحر في العالم وهي قناة الجزيرة عام 1996م، وكلها توجت بتولي الأمير الشاب ولي العهد الشيخ تميم بن حمد، والذي مارس السياسة بجانب والده من عام 2003، فاكتسب الخبرة والمهارة القيادية من الشيخ الوالد، وأكمل الطريق من بعده بوقوفه مع الحق، نصرة للقضية الفلسطينية ودعمها في جميع المحافل، والمساهمة في تخفيف معاناته خاصة في قطاع غزة، ورفضه انقلاب تركيا 2016، بكل صراحة وثبات، ووقوفه مع المظلومين في سورية والعراق ومصر واليمن وليبيا. سارت قطر وفق رؤية الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي دعم تولي الشباب للقيادة بهدف مواكبة تحديات العصر الجديدة، وتلك القناعة الواعية، دفعت نحو انتقال سلس ومنظم للسلطة، ضمن حالة نادرة في عالمنا العربي، نتج عنها انتقال القيادة لصف الشباب باستلام دفة السفينة لأميرها الجديد ولي العهد آنذاك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله عام 2013م، مركّزًا على بناء الإنسان القطري على أساس رؤيته التنموية الشاملة التي أطلقها بعد توليه، فكانت نهضة جابت كل مؤسسات الدولة في جميع المجالات وصولًا لرؤية قطر 2030. لقد كان لتنامي دور قطر، وتصدرها التقارير الدولية في الشفافية والرفاهية والتعليم والصحة والتنمية، واختيارها من بين الدول المتطورة الكبار لاستضافة مونديال كأس العالم عام 2022م، بابًا للأطماع من حولها، فقد فرض الجيران حصارًا غير مبرر ولا مقبول دوليًا ولا إقليميًا، بتهم زائفة وباطلة، لكنها أظهرت الحق. ولكن ما كان لقطر أن تصمد في وجه هذا الحصار الحاقد، إلا بحب الشعب لقيادته والعكس، التي وقفت منذ بداية الحصار في 5 حزيران 2017، صفًا واحدًا مجابهة مصيرا مشتركا، فتحقق الشعار التاريخي لقطر "شعب يحمي قيادة لقيادة تحمي شعبا"، وليس فقط الشعب القطري، فإن كل أحرار العالم العربي والإسلامي، والذين رأوا إنجازات القيادة القطرية في قطر، وجهودها الواسعة في بلدانهم من تنمية وإغاثة وسعي نحو المصالحة، جعلهم يصطفون مع قطر التي كانت واضحة وضوح الشمس في مسارها السياسي، والدبلوماسي، فقد خرجت المسيرات وصدح النشطاء من كل بقاع الأرض بما يدعم قطر لمواجهة الحصار.. واتخذ أحرار العالم ورؤساء دول عربية وغربية كثيرة مواقف بطولية وأخلاقية مع قطر بداية الأزمة، وقفوا جميعهم إلى جانب قطر في محنتها لتتجاوز تحدياتها، ولإكمال مسارها التنموي بما يليق بتخطيط قيادتها الحكيمة، وهي تقف على أبواب استضافة مونديال 2022، كأكبر احتفالية رياضية عالمية لم تستطع دول كثيرة تحمل أعبائها. لقد تحملت قطر جراء الحصار الظالم عليها كل الصعاب والتضييق، وإغلاق الحدود، ومنع القطريين من أداء مناسك الحج والعمرة، وقطع المنتجات الغذائية المستوردة، لكن قطر على مستوى القيادة والشعب، لم تتخل على مبادئها، وعهدها مع الله أولًا ثم مع أصحاب الضمائر حكومات ومؤسسات وأفرادا في كل أنحاء العالم، بأن تغلق قناة الجزيرة، وأكمل المسيرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كأهم معاقل وحصون الوعي العربي الجمعي، والثبات على المبادئ العربية الأصيلة، وحتى لا تكسر قلوب الكثير من المضطهدين والمظلومين الذين يرونها باب الحرية بكلمتها الصادقة وطرحها العميق، ووقوفها الدائم مع الحق. لقد كان الحصار الجائر والمفاجئ صادمًا لكل الأحرار في العالم، لكن القيادة الحكيمة لدولة قطر استطاعت أن تصنع من التحديات أبوابًا جديدة للإنجاز والتنمية، فقد بدا مجال الاقتصاد نشطًا، ولم تهتز جراء الحصار عملة البلاد، كما تركزت رؤية القيادة الحكيمة على الإنتاج المحلي وتطويره كبديل عن المستورد، وظلت الأسهم في البورصة ترتفع محافظة على ثباتها، والشركات تتدرج بمنحنى نمو واضح، ولم يستجب الأحرار لنداءات دول الحصار غير الأخلاقية، ففتحت الدول مجالها الجوي أمام الطيران القطري كبديل عن مجالات دول الحصار التي أغلقتها أمام الطيران القطري التي حافظت على القمة في صدارتها وجودتها وإقبال المسافرين عليها من مختلف مطارات العالم. حق للقطريين أن يفتخروا بقيادتهم، وحق للقيادة أن تفتخر بشعبها، وحق لكل المقيمين في قطر الافتخار بهذه الدولة التي منحتهم الحرية بقوة القانون، وثبات الدستور، وتفعيل المؤسسات، وسهولة في التنقل والعيش، ورفاهية في التعليم والصحة والحياة. وقد أخذ الشعب القطري مسارًا أكثر أخلاقية لم يتحقق في أي دولة نامية في العالم تعيش نفس الظروف، حين ترفّعوا عن السب والشتم لأطراف الحصار وشعوبها، وهذا ما انتبهت له شعوب المحاصِرين حين تغنوا بأخلاق القطريين، وما كان يتحقق ذلك إلا بشعور المواطن القطري باستقراره ورفاهيته وبناء مؤسسات تعليمية جعلت الإنسان أولًا وفوق كل مقام، وبرؤية القيادة الأولى للشيخ المؤسس جاسم رحمه الله حين وحد القبائل تحت رايته، ومن بعده الشيخ حمد حفظه الله باني نهضة قطر الحديثة، والذي أخذ على عاتقه إصلاح ذات البين والنهوض بشعبه وتنمية البلدان العربية وغير العربية، وبناء الإنسان القطري الحضاري، وتوجت بطموحات وإدارة القيادة الشابة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، بأن يبقي على مسار التنمية مستمرًا لبناء قطر، الدولة العصرية، وليظل نهجها وقيمها ثابتة، وعَلمها يرفرف خفاقًا تحت الشمس.