29 أكتوبر 2025

تسجيل

مواجهة المليشيات المسلحة

08 يوليو 2015

هناك مثل عربي يقول: "كالمستجير من الرمضاء بالنار"، وهو الحال الذي ابتليت به الساحة السياسية العربية، وفي مقدمتها العراقية والسورية، التي تحولت إلى حرب، وصراعات مفتوحة؛ طائفية، وعرقية، ما بين السنة والشيعة، والأكراد والعرب. حتى التزمت والتطرف، يقابلها تطرف وإرهاب مماثل، وأبشع منه، من الطرف الآخر، الذي يواجه مسلحي "الدولة الإسلامية"، والمقاتلين السنة المتطرفين المتحالفين معها، الميليشيات الشيعية المسلحة؛ مثل ميليشيات "فيلق بدر"، و"جيش المهدي"، و"عصائب أهل الحق"، و"جيش المختار"، و"لواء أبو الفضل العباس".. جميعها تتمتع بقدرات مالية وبشرية كبيرة، تتلقى الدعم المادي، والمعنوي، والإعلامي، والديني.. إن المعركة الكبرى التي يقودها التحالف؛ المكون من واشنطن مع البلدان الأوروبية والعربية، تتركز على مواجهة فصيل إرهابي، لا خلاف على مواجهته بحزم، ولكنها تتجاهل الميليشيات المسلحة، التي هي في الأصل نسخة إرهابية موازية، في الطرف الآخر، ترفع الراية الشيعية مقابل تنظيم داعش الذي يرفع الراية السنية، والضحية هو الشعب العراقي، الذي يدفع الثمن الباهظ، بكل بانتماءاته وطوائفه وهوياته المتعدّدة.في مقابلته الأخيرة مع صحيفة الشرق الأوسط، التي تصدر من لندن، أكد الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية السابق، أن "الميليشيات الشيعية"، هي الأخطر على وحدة العراق، من تنظيم داعش. وفي مقابلة مع بي بي سي، أشار رئيس جهاز الاستخبارات في كردستان العراق، عن المخاوف بشأن الدور الذي تلعبه مليشيات شيعية، مدعومة من إيران في القتال إلى جانب قوات الجيش العراقي، وذكر أن استعانة الحكومة العراقية بهذه المليشيات، قد تؤدي لمشكلة أكبر من التنظيم، وذلك من خلال زيادة التوتر، بين المجتمعات السنية والشيعية في العراق.. إن ما تحتاجه المنطقة ـ في هذا الأوقات العصيبة ـ هو البحث عن تحالف بين المعتدلين؛ من السنة والشيعة والأكراد، لمواجهة المتطرفين والإرهابيين في المعسكر الآخر، الذين يتحدثون باسمهم، ويحاربون براياتهم، ويلعبون حاضرهم، ويدمرون مستقبلهم.