26 أكتوبر 2025

تسجيل

رمضان والدراما

08 يوليو 2015

تكرّست بشكل جليّ في دراما رمضان وبرامجه هذا العام ظاهرة الألفاظ البذيئة، وذلك في أكثر من عمل تلفزيوني، وأثار غير قليل من الجدل في الأوساط الإعلامية المختلفة، بل ومن المشتغلين على الدراما، لأن الظاهرة مؤشر خطر على استهتار بعض صنّاع الدراما بالذوق الاجتماعي للجمهور، وبخاصة في الشهر الفضيل.تجاوزت بعض المحطّات مرحلة جسّ النبض في الأعمال الفائتة، ولم تجد اعتراضاً مؤثّراً على نوعية المسلسلات التي تقدمها للجمهور، العربية منها والمدبلجة، والتي اصطُلح عليها بمسلسلات "غرف النوم" وبرغم دعوات يائسة لمقاطعتها ظلّت هذه المحطات تستأثر بشريحة كبيرة من المشاهدين، ومنذ العام الماضي تبنّت برنامجاً حيّاً من طبيعة برنامج "الكاميرا الخفيّة" يهدف إلى إشباع فضول المشاهدين وهم يرون نجومهم على طبيعتهم، كيف يخافون من الغرق ويستنجدون ويصرخون ويبكون، وهذا العام تطوّر البرنامج وزيدت جرعة الخطورة، وبما شاهده الناس من حلقات، بدت ظاهرة الألفاظ البذيئة التي تثير قرف المشاهدين في أكثر من حلقة، وبما رأيته من حلقات قليلة أستطيع القول إنّ المحطة تجاوزت مرحلة اختبار قوة اعتراض المشاهد، وبدأت رسم سياسة عرض جديدة قائمة على الإثارة الفجّة التي تستدرّ الربح على حساب أيّ شيء.وبداعي مقاربة الواقع فإن أكثر من مسلسل درامي اجترأ على تمرير ألفاظ بذيئة، للاقتراب من عالم الناس الحقيقي، وخصوصاً في الشرائح الدنيا من المجتمع، وهو ما رصدته في المسلسلين السوريين "قلم حمرة" العام الفائت، و"غداً نلتقي" هذا العام، وهما يصوران تأثير الأزمة السورية الراهنة على شريحة النخبة في "قلم حمرة" و شرائح المهمّشين في مخيمات بيروت في "غداً نلتقي". وفي هذه النقطة يدافع المشتغلون في الدراما عن هذه الظاهرة، بداعي نقل الواقع كما هو، فهذه هي حقيقة الأمر وأكثر من ذلك، فيما تذهب قوى ثقافية قوامها إعلاميون وكتاب أنّ مهمة الدراما كالمسرح خلق وعي ونموذج يكون الأسوة الاجتماعية واللفظية لشرائح كبيرة من المتلقين، وهذا ما فعلته قنوات التلفزيون الرسمية أيام القناة الواحدة، قبل فضاءات الديجيتال المتكاثرة.باتت الألفاظ البذيئة تطارد الناس في الأسواق وملاعب الكرة ولاحقتهم إلى لحظات الترفيه عن النفس من متاعب الحياة اليومية، ولابدّ من ميثاق شرف إعلامي يتصدى لهذه الظاهرة.