13 سبتمبر 2025

تسجيل

صندوق الزكاة مسيرة حافلة بالعطاء

08 يوليو 2014

كثيرة هي اللحظات التي نسمع فيها هذه الكلمات وهي تتردد على مسامعنا (رمضان شهر الخير)، وبحكم تداولنا لها كما هو الحال مع الكثير من الكلمات الأخرى التي تتكرر منا ولا نُدقق فيها كثيراً؛ لتخرج وبشكل عفوي، فإننا لا نُركز على حقيقة أن هذه الكلمات حقيقية بالفعل، وأن كل حرف منها يترجم الحقيقة التي تطل من أعماقها، وذلك حين نعيش المواقف التي تُذكرنا بها، والحق أن ما ذكرني بالحقيقة التي تحملها هذه الكلمات (رمضان شهر الخير) في هذه الساعة التي خصصتها؛ لكتابة مقالي لهذا الأسبوع، هو حضوري لحفل تكريم أمس الأول؛ لتكريمي عن جهودي كـ (سفيرة زكاة) وزمرة من السفراء، ممن اتفقنا على تسخير جهودنا في سبيل تمثيل الصندوق من خلال أعمالنا التي توجب علينا صبها في قالبٍ لابد وأن يخدم (الركن الثالث)، الذي يقوم عليه مجتمعنا المسلم، ويستند إليه في سبيل توفير حياة كريمة للجميع، فهو الهدف الذي يحرص على تحقيقه الصندوق، الذي وثق جهوده العظيمة من خلال فيلم قصير تم عرضه خلال الحفل، وتناول مسيرته الحافلة بأعمال الخير التي ساهمت بتوفير حياة كريمة للجميع وكما ذكرت سلفاً. (الحياة) تعني الفرصة التي تُمنح لنا، ويجدر بنا استثمارها كما نحب؛ لنخرج بما نحب وبإذن الله، وما سبق للصندوق وأن قام به ولازال يفعل، هو توفير تلك الفرصة لكل من يحتاج إليها، كـ (فرصة التعليم) التي قدمها لطلاب العلم ممن كانت الظروف على وشك سلبهم أحلامهم المتعلقة بالحصول على فرصة أخيرة تسمح لهم بتلقي العلم؛ للتزود به، ومن ثم خوض معترك الحياة بسلاح عظيم سيُجنبهم المتاعب والمشاكل، وسيسمح لهم بالنزول إلى سوق العمل؛ لإيجاد فرصة حقيقية تساعدهم على ترجمة كل ما قد سبق لهم وأن أدركوه في سبيل الحصول وفي المقابل على ما يليق بتلك الجهود المبذولة. كما اهتم الصندوق بتوفير فرصة أخرى عظيمة وهي (فرصة العلاج)، التي وفرها لكل محتاج يبحث عن حقه من هذه الحياة وفيها، فمده بفرصته تلك، التي تمكن بها ومن خلالها من إدراك طعم الحياة بصحة تُكلل رأسها، وتسمح له بأن يعود إلى طبيعته؛ ليمارس حياته بشكل أفضل، سيجعله عنصراً فاعلاً، مؤثراً، وقادراً على خدمة مجتمعه بما سيحقق له التقدم المرجو والمطلوب. إن ما يقدمه الصندوق بحسب ما ورد من خلال الفيلم الموثق لكل أعماله، وبحسب ما ندركه من خلال متابعتنا له لا يقف عند هذه الفرص التي يمنحها وذكرتها سلفاً فحسب بل أنه يهتم بتوفير العديد من الفرص القادرة على إضفاء بسمة طيبة على وجه كل محتاج يبحث في الحياة عن الحياة، التي تكون له حين تكون له تلك الفرص، والحق أن ما شعرت به مع إدراك حجم الجهود التي يبذلها الصندوق قد جعله بالنسبة لي كمزود يزود كل تلك الشرائح بما تحتاج إليه من هواء يُمكنها من تنفس الصعداء بعد أن خنقتها الظروف، وأوشكت على سلبها حياتها، فالحاجة صعبة، وأن يقع أي فرد ضحية لتلك المدعوة (حاجة) لهي مصيبة تستجوب الدعاء وطلب المساعدة، التي تمثلت من خلال جهود (صندوق الزكاة)، الذي يحرص على غرس قيمة العطاء في النفوس، بل وينادي بذلك، ويجدر بنا كأفراد بأن نتكاتف؛ كي نساهم بغرس هذه القيمة، التي سنحصد ثمارها في الدنيا حين ينتشر الخير بين الجميع بعد أن نقضي على كل فرصة تُهدد بانتشار الأمراض التي يمكن بأن تؤثر على قوام المجتمع؛ ليفقد توازنه ويقع بمن فيه (لا قدر الله لنا ذلك)، وفي الآخرة وحين يكون الحساب ويأخذ كل واحد منا حقه الذي قدره لنفسه بقدر ما بذل من جهود زرعها لتلك اللحظة، التي نسأل الله بأن يُدخلنا فيها جنات النعيم (اللهم آمين).وأخيراً فلقد سرني حفل التكريم الذي حضرته يوم أمس الأول (وجمعني بزميلتي الكاتبة آمنة المالكي- سفيرة زكاة) وغيرها من السفراء الأفاضل، وأكرمنا بتعريفنا بعظيم الجهود المبذولة، وبضمنا لتلك المنظومة الإنسانية، التي تحرص على توفير حياة كريمة وطيبة للآخرين، ترجوها لهم بفضل إحساسها العالي بالمسؤولية المجتمعية، التي تهدف وفي نهاية المطاف إلى تعمير مجتمعنا بشرائح متكافئة تساهم بعملية تطويره؛ كي يرتقي، يتميز، ويتألق بفضل الله أولاً ومن ثم بفضل تكاتف الجميع من أجل الجميع.