18 سبتمبر 2025
تسجيلالإحباط الذي يشعر به الكثير من الشعوب العربية والإسلامية آخذ لشباب تلك الشعوب إلى منحنى خطير، وأصبح الكثير من الشباب العربي ينظر إلى البديل في تواجد الإيجابية الوهمية التي يراها في الغرب ويعمل على تقليدها بالتقليد الأعمى ظناً أنها هي الملاذ!. تطبيق العدالة هي ذاتها المتواجدة في الغرب هي بذاتها متواجدة في أوطاننا العربية ولكن تطبيق العدالة في الغرب يتسم بالجدية والمحاسبة لأي كان، كما أن الشعوب الغربية توظف مساحة الحرية والمحاسبة على شكلها الصحيح، ولكن العدالة في الغرب لها وقفات وتعطيل وذلك عند الاصطدام بالمصالح السياسية والمصالح التي تمس الأمن القومي!. إذاً ما علاقة الإيجابية التي يراها بعض الشباب العربي والإسلامي في تلك المجتمعات ومن أرسى تلك الرسالة التي تبين أفضلية مجتمعاتهم على مجتمعاتنا الإسلامية على الرغم من أن الغربي اذا حضر وخالط شعوب المجتمعات العربية والإسلامية رغب في عدم تركها ورغب في امتزاجه معها مما رآه من عادات عربية وإسلامية من احترام المرأة وتوقير الكبير والعطف على الصغير وصلة الأرحام والامانة في العمل والصدق في القول واخلاق التعامل وإكرام الضيف والكثير. الدراما والأفلام الغربية تعمل منذ القدم في نشر الإيجابية لمجتمعاتها وإن كانت مغايرة للحقيقة نوعاً ما، ولكن التأثير التلفزيوني على العقل البشري ليس بالأمر الذي يستهان به، فنرى في اغلب مسلسلاتهم انتصار الحق على الباطل، تضحية الرئيس بنفسه في سبيل انقاذ شعبه وارضه، الجندي الغربي يحارب بعقيدة حب العائلة واشتياقه لها وتضحيته بنفسه في سبيلها وفي سبيل الأجيال القادمة، كما تعمل الدراما الغربية في نشر السلبية في خارج إطار تلك البلاد ويستهدف بها المشاهد العربي أو مشاهد لدولة تعتبر معادية أو غير محببة لسياسة وطنهم، فتعمل على إظهار الجندي الغربي أحن على اطفال العرب أكثر من بني جلدتهم ويمثل الغرب الكثير من بني جلدة أبناء العرب بالارهابيين!. تُظهر تلك المسلسلات فساد الأجهزة العربية والمنجي الغربي الذي يعمل على إنصاف تلك الشعوب العربية!. إظهار المتدينين بأنهم اصحاب وجوه عابسة لا يفقهون إلا القتل والتعذيب لكل من يعاديهم أو يقف ضدهم ولو بكلمة!. لتكتمل تلك القصة بالفشل في الدراما العربية والتي أصبحت من بعد المسلسلات والأفلام الهادفة التي كانت تقدمها مثل فيلم عمر المختار، الرسالة، مسلسلات النقد المجتمعي البناء كبرنامج فايز التوش ومسلسل يوميات مدير عام وإلى مسلسلات المقاومة للاحتلال الغربي والأجنبي كفيلم إيلات وغيرها من الدراما العربية والتي كانت تعمل على بث الطاقات والهمم في نفس الشباب العربي وتنشر فيهم روح الإصرار والعزيمة والإصلاح والعزة، لنصل بعد هذا كله إلى مسلسلات وأفلام تمثل الخيانة الزوجية، وتعاطي المخدرات وشرب الخمر، وعقوق الأبناء وسرقة الورثة بعضهم لبعض وقتل الأخ لأخيه وخيانة الأخ مع زوجة أخيه، وعدم ممانعة الزوج من ارتداء زوجته لملابس بحرية فاضحة أمام أصدقائه ليتمثل كل ذلك بدراما قذرة فكرياً وتصويرياً!. ولتعمل كل تلك الأفكار المصورة على ارساء قواعد السوء والسلبية في العقلية العربية وبالتالي نفورها من الواقع التي تعيشه!. وهذا رأينا أثره عندما استمات دفاعاً الكثير من المشاهدين عن المسلسلات العربية الهابطة بدعوى "هذا الواقع" وهذا موجود!. إذا هنا نواة لنشئة جيل يتقبل كل ذلك ومخزونه الثقافي التلفزيوني والدرامي أصبح محفوظاً برؤية الفساد بكل صوره في مجتمعه!. أخيراً وجب التصدي والضرب بيد من حديد والتحذير وعدم الاستهانة بتلك المسلسلات والأفكار المرسلة من خلالها، فهذه الأفكار هي من أنشأت الكثير من العقول التي هربت بحثاً عن الحرية المغالطة لمفهوم الحرية والتي أصبحت أيضاً صاحبة قابلية لتزاوج ذات الجنسين لجنسهما!.