24 سبتمبر 2025
تسجيليظل العنوان الأبرز للاتصالات والتحركات الدبلوماسية القطرية في المنطقة والعالم، هو المساهمة في دعم جهود الامن والاستقرار اقليميا ودوليا، وفي هذا السياق، يمكن قراءة زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الحالية إلى واشنطن دي سي، واجتماعه مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استعرض الوزيران، إلى جانب علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وخاصة الحوار الاستراتيجي السنوي، ملفات إقليمية ودولية مهمة من بينها تطورات الأوضاع في أفغانستان، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، والقضية الفلسطينية وأزمتي الغذاء والطاقة ومستجدات محادثات الاتفاق النووي مع إيران. ولعل اهتمام دولة قطر ومساعيها الكبيرة واتصالاتها المستمرة مع طهران وواشنطن من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة للعودة إلى مفاوضات فيينا، تأتي انطلاقا من رغبتها في عودة الأطراف للاتفاق النووي، باعتبار أن هذه الخطوة تشكل ركيزة أساسية للأمن والسلم في المنطقة، وتفتح الآفاق لتعاون وحوار إقليمي أوسع مع إيران، يعود بالخير على الجميع. إن جهود الدوحة وتواصلها مع طهران وواشنطن وكل الاطراف المعنية بالاتفاق النووي، ليست بديلا بأي حال عن محادثات فيينا بين إيران، من جهة، والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) من جهة ثانية، بل تأتي كعامل مساعد يساهم في تسهيل المحادثات وتقريب وجهات النظر في مفاوضات النووي الإيراني وأفق التوصل لاتفاق بين الاطراف. إن استثمار الدوحة لقنواتها المفتوحة مع واشنطن وطهران والاستفادة من القوى الناعمة التي تمتلكها في مسعى منها للدفع باتجاه العودة إلى الاتفاق النووي، هو استثمار في الامن والسلم والاستقرار في المنطقة.