10 سبتمبر 2025
تسجيلفي اليوم الرابع والعشرين من شهر مايو 2021 قتل (12) شخصاً، وأصيب حوالي (50) آخرون بجروح في عمليات إطلاق نار وقعت يومي السبت والأحد بالتحديد في أنحاء عدة من الولايات المتحدة في حوادث تأتي متلاحقة، بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي عنف الأسلحة النارية في البلاد بأنه (وباء)، وحيث تأتي هذه الحوادث التي تعاني منها غالبية المدن الأمريكية بعد شهر من تقرير الرئيس الأمريكي جو بايدن بوصفها بالوباء، وحيث قال في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أمام ناجين من هذه الحوادث: إن العنف باستخدام سلاح ناري في بلادنا هو وباء، إنه عار دولي. وحيث تعتبر عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة آفة مزمنة، وحيث تشهد مدنها في كل مرة يقع فيها حادث من هذا النوع تجدد للنقاش حول تفشي الأسلحة النارية، لكنه حتى الآن من دون إحراز أي تقدم على هذا الصعيد، ذلك أن الكثير من الشعب الأمريكي يرفض التخلي عن حقهم الدستوري في حيازة الأسلحة النارية، وتشير الإحصائيات الواردة إلى أنه في عام 2020 قتل في الولايات المتحدة أكثر من (43) ألف شخص بسلاح ناري، بما في ذلك أيضاً حالات انتحار، وذلك وفق خبر موقع (غان نايلنس أركايف)، وبحسب الموقع نفسه فقد شهد العام الماضي (611) عملية لإطلاق نار جماعي. إنها حوادث إطلاق النار العشوائي والعبثي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء دون ذنب ولا حتى معنى أيضاً، فقد تناولت شبكة سي إن إن الأمريكية القضية في تقرير لها جاء في بدايته الولايات المتحدة موطن الحرية.. والبحث عن السعادة.. وأكبر عدد من حوادث إطلاق النار العشوائي في العالم، وحيث أصبحت علاقة أمريكا الفريدة بحيازة الأسلحة، والتي تعتبر حقاً تمنح المواطنين الأمريكيين الحق في حيازة الأسلحة، وحيث يقدر عدد الأسلحة النارية المتاحة للمدنيين الأمريكيين بأكثر من (393) مليون سلاح، وذلك وفقاً لتقرير أصدره مشروع الدراسة الاستقصائية للأسلحة الصغيرة (SAS) الكائن في سويسرا، وحيث يحتل الأمريكيون حالياً المرتبة الأولى في معدل حيازة الفرد للأسلحة النارية وفقاً لدراسة أجراها مركز (PEW STUDY) عام 2017 ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية يوجد في الولايات المتحدة أحد أعلى معدلات الوفاة الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية في العالم المتقدم، وعليه فإن حوادث إطلاق النار العشوائي في الولايات المتحدة أكبر من عدد مثيلاتها في أي دولة أخرى في العالم. ومن هذه الحوادث أن مسلحاً تعتقد الشرطة أنه نشر بياناً عنصرياً معادياً للهجرة على الإنترنت قتل ما لا يقل عن (22) شخصاً وأصاب (24) شخصاً آخرين في متجر وول مارت في مدينة باسو بولاية تكساس في واحدة من أعنف عمليات إطلاق النار العشوائي في تاريخ الولايات المتحدة.. وفي فبراير الماضي عمت المدن الأمريكية حالة من الحزن بعد مقتل (17) من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في مدرسة MORJORY STONEMAN DOUGLAS الثانوية في مدينة بارك لاند بولاية فلوريدا بعد أن أطلق طالب سابق وابلاً من النيران على المدرسة، وفي أكتوبر عام 2017 فتح مسلح يبلغ من العمر 64 عاماً النار على حشود تجمعوا في مهرجان موسيقي (HARVEST MUSIC) في مدينة لاس فيغاس مما أسفر عن مقتل (58) شخصاً وإصابة (500) شخص وكانت هذه الحادثة من أعنف حوادث إطلاق النار العشوائي في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وكذلك أيضاً الهجوم على ملهى يسمى PULSE الملهى الليلي في مدينة أورلاندو عام 2016 م، والذي أسفر عن مقتل (49) شخصاً.. وفي عام 2007 قتل (32) شخصاً في مذبحة مروعة بمدينة فرجينياتك. إن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تواجه شراسة هذا الوباء كما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه وباء وعار دولي.. وبما أن الدستور الأمريكي حتى الآن يشجع الأمريكيين على عدم التخلي عن حقهم الدستوري في حيازة الأسلحة، بالإضافة إلى ما نعرفه أيضاً من قوة لوبي صناعة السلاح في أمريكا، وجماعات المصالح المرتبطة به، وحيث تعتبر الجمعية الوطنية للبنادق المكون الرئيسي في هذا اللوبي وهي الجمعية التي أسست أول فرع لها بولاية نيويورك عام 1871 م ثم انتشرت فروعها في أغلب الولايات الأمريكية. وللمقال بقية الأسبوع المقبل آخر الكلمات: اعتذر عزيزي القارئ عن كتابة مقال "الإنسانية بين الذكاء الاصطناعي والفطري رقم (18) لكتابة المقال المذكور أعلاه. [email protected]