11 سبتمبر 2025

تسجيل

وداعاً يا كلاي

08 يونيو 2016

رغم الضجيج المزعج لم تنجح محاولة من أراد أن يسوق حملة فاشلة من خلال وسائل الإعلام المضطربة ونوافذ وسائل التواصل الاجتماعي، ليلطخ جوانب من السيرة الحافلة لأسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، الذي توفي عن عمر ناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع مشاكل مرضية بمتلازمة الشلل الرعاش، مرض باركنسون منذ أكثر من ثلاثين عاما، ولاشك ستكون الجالية المسلمة التي مثلها هذا الرمز بطريقة تدعو إلى الإعجاب والدهشة ستكون اكبر الخاسرين برحيله. ففي أسوأ حالته الصحية كان "يطير مثل الفراشة ويلسع مثل النحلة". في البحث عن هوية جامعة، شكل إسلام محمد علي كلاي أهم تحوّل في حياته على الإطلاق بعد أخذ وجذب وحوار مع صديقه مالكوم إكس أشهر الدعاة المسلمين الأمريكيين، وهو رفض تكريمه بوضع اسمه على الأرض في شارع المشاهير في هوليود مثل البقية، واشترط أن يوضع الاسم على الجدار احتراما لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من أشهر المواقف التي تمسك بها رفضه خوض الحرب مع الجيش الأمريكي ضد فيتنام، قائلاً: لا يمكنني خوض حرب تقضي على حياة آخرين، مما أدى إلى سحب لقب بطولة العالم منه وإيقافه عن الملاكمة 3 سنوات وهو بسن 25 عاماً. ولما تتوقف مواقفه على مدار العقود الماضية الشخصية والإنسانية والدينية والسياسية والاجتماعية وضد التمييز العنصري بحق السود والملونين، ودعوته إلى الأمل والتغيير للمرضى، والضعفاء، والبؤساء. وقد كانت آخر المعارك الكبرى في الرد على تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، «دونالد ترامب»، التي دعا فيها لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وقال أنا مسلم، وليس هناك في الإسلام ما يدعو إلى قتل أناس أبرياء، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي من أولئك الذين يطلق عليهم (الجهاديين الإسلاميين) يتعارض مع مبادئ الدين ذاته.لقد استطاعت هذه الشخصية البارزة أن تبهر العالم ولا تزال لأنها عاشت لحظات مجد وانتصارات ومعارك لم تتوقف أبدا حتى بعد أن خلع صاحبها القفاز ولبس ثياب المرض وانتهى بارتداء الكفن. "RIP Ali" ارقد بسلام يا محمد علي كلاي.