13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استطاعت التكنولوجيا الحديثة في عالم الاتصالات والإنترنت أن تحدث طفرة على كل المستويات في الحياة اليومية للمواطن العربي تقريبًا، حيث مكنت مستخدميها من التواصل والترابط مهما بعدت المسافات بينهم. من مزايا هذا التواصل أن أصحبت المجتمعات أكثر انفتاحا على بعضها وبات من السهل –خصوصاً في بلدنا العالم العربي لكبر مساحته– التعارف وتبادل الآراء والأفكار. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي الآن –مثل الفيسبوك والتويتر والواتس أب– من الوسائل المفضلة في الاتصال والتواصل الاجتماعي بين أفراد العالم العربي كما جاء في كتاب "وسائل الإعلام الاجتماعية في العالم العربي: أنماط الاتصال الجماهيري واتجاهات الرأي العام في دول الخليج) المنشور حديثًا عن دار آي بي توريس 2016 (I.B Tauris)، حيث بين الكتاب أن أعداد مستخدمي تلك المواقع في تزايد مطرد في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خاصة، وهذا يطرح سؤالًا: ما مدى قدرة حكومات المنطقة على فتح المجال لتبادل المعلومات والحوار والنقاش الهادف؟، أو حتى ما مدى جدية هذه الحكومات في التفكير في الاستفادة من وجود تلك المواقع واستيعاب الغزو التكنولوجي؟ من المعروف أن لكل وسيلة إعلام تأثيرين: سلبي وإيجابي. فسلبية مواقع التواصل الاجتماعي مثلًا قد تكون في قدرة بعض الأجهزة المعنية على متابعة مواطنيها والتجسس على نشاطاتهم الإلكترونية والحد منها أو معاقبتهم إن لزم الأمر. أو نفسيًا، إذ يعد استخدام مواقع التواصل بكثرة من أنواع الإدمان والذي قد يقود إلى العزلة والانطوائية، والتفاعل مع عالم افتراضي (عالم الأحلام والرومانسية). أو حتى تزايد القلق والاضطرابات النفسية والكآبة، أو نشر الشائعات والأخبار الكاذبة. أو اختلاق شخصيات غير حقيقية أو مزيفة (مغايرة للواقع). أما بعض إيجابيتها فهو أنه يمكن استخدامها– بالإضافة لكونها حلقة اتصال وتواصل– من قبل المؤسسات التعليمية كوسيلة لمساعدة الطلاب على البحث والتحصيل العلمي، كما هو في بعض الدول المتقدمة ومنها بعض من دول الخليج العربي. كما يمكن استخدامها كوسيلة للتعبير عن مواهب وهوايات شخصية مختلفة مثل الكتابة الشعرية والأدبية والغنائية. كما يمكن أن يكون لها دور في نشر الأخبار والمعلومات عن الوطن (إذا أحسن استخدامها طبعًا). والملاحظ أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد ظاهرة حديثة، ساعدت على ظهور جيل جديد من الشباب العربي يعبر عن آمال وتطلعات جديدة وكبيرة حول مستقبلهم ومستقبل أوطانهم. واللافت للانتباه هو إقبال الشباب العربي بمختلف الأعمار على استخدام هذه الوسائل خصوصًا بعد أحداث التغيير الأخيرة في عام 2011 وما تبعها من تغير في أنظمة الحكم وتعديل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الداخلية والخارجية –وحتى الدينية– لبعض الدول العربية. هذه المواقع ساعدت على فتح المجال للنقاش والحوار المفتوح الذي عجزت عن تقديمه العديد من وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف التلفزيون. من هنا تكمن أهمية العمل على توعية الشباب العربي بالجوانب السلبية والإيجابية لاستخدام مثل هذه المواقع، سواء بالتوعية المباشرة أو غير المباشرة. والعمل على إيجاد نظام يساعد على تقليص الهوة بين المواطنين والأجهزة الحكومية في الدولة، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للجميع في المشاركة باستخدام هذه المواقع في العمل السياسي الاجتماعي والإعلامي والثقافي والفضاء العام والذي يخدم مصلحة المواطن والدولة على حد سواء. إن من الأهمية بمكان أن ندرك أهمية وجود قنوات تواصل مفتوحة بين مختلف طبقات المجتمع من جهة وبينها وبين حكوماتها من جهة أخرى، هذه القنوات من شأنها المساعدة في الاستقرار والأمان ومن ثم التطور والازدهار.