19 سبتمبر 2025

تسجيل

الكرةُ القطريةُ :النَّتائِـجُ مَـرْهونةٌ بالـمُقدِّمات

08 يونيو 2013

الـمُقَـدمةُ السليمةُ تقود إلى نتائجَ سليمةٍ، ولهذا لا ينبغي حَـصْر الجهود في تحليل مباراةٍ بعينها وكأنها حَـدَثٌ منفصلٌ قائمٌ بذاته. وإنما توجيهُ جزءٍ منها لتحليل الواقع الرياضي ودراسة عناصره الفنية والإدارية والإعلامية.عندما ننظر إلى إنجازات كرة القدم القطرية، في مستوياتها الإقليمية والقارية والدولية، نجد العلاقة عكسيةً بينها وبين الجهود الجبارة والدعم الكبير للُّـعْـبَـةِ. فالمنشآت والتمويل والتسهيلات بلغت حداً لا نكاد نجد له مثيلاً في معظم الدول. فأين الخلل إذن؟، وما هي العوائق التي تحول دون تحقيق إنجازات؟تتحمل أنديتنا الرياضية جزءاً كبيراً من المسؤولية، لأنَّ اهتمامها المحصور بإثبات وجودها على الساحة المحلية كان على حساب واجبها الرئيسي في إعداد قاعدةٍ للُّـعْـبَةِ تستند إلى العنصر البشري القطري.إنها تهتم بأنْ تفوز أنديتها ولو لم يكن في صفوف فرقها إلا لاعب أو لاعبان قطريان لا يتم إشراكهما إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة في معظم الأحيان. بل إن بعض الأندية لا نكاد نشعر أنها وطنية إلا لكونها تشارك في البطولات المحلية، ففرقها خليطٌ من محترفين أجانب مرَّتْ على وجودهم في البلاد أكثر من خمس سنوات فصاروا يلعبون كلاعبين مقيمين، ليُتاح لها ضمُّ محترفين جدد لصفوفها، وليظلَّ اللاعب الوطني مُستبعداً رغم الادِّعاءات الإعلامية لإداريي الأندية بالحرص عليه.وبالطبع، فإنَّ ما تقوم به الأندية يُلامُ عليه، أيضاً، الاتحادُ القطريُّ لكرة القدم، الذي لم يتحرك جدياً لتنظيم عملية الاستعانة بالمحترفين، وعدم السماح بتطويع اللوائح الـمُنَظِّمَـةِ لها بحيث تصبح حَـمَّالةَ أوجهٍ وقابلةً للتفسيرات التي لا تخدم اللعبة، وتُقصي فعلياً اللاعبين المواطنين.أما لجنة الاحتراف، الحاضر الغائب في المشهد الكروي، فإننا لا نكاد نفهم دورها، ولا نلمس لها أثراً في الجانب الخاص باحتراف اللاعبين الوطنيين، ومعظم ما نلمسه من جهودها لا يخرج عن نطاق المحترفين الأجانب. في حين ينبغي أن يكون لها حضورٌ فاعلٌ يخدم اللاعب القطري.يجب التخطيط المنهجي لتطوير الكرة القطرية، وتحديد مراحله الزمنية بحيث يتم تعديله إذا لم يحقق أهدافه. وهذا أمر بحاجة لتكاتف جهود المسؤولين في اتحاد القدم ولجنة الاحتراف والأندية، ليتمَّ وضعُ خطةٍ وطنيةٍ تتيح استثمار وتأهيل وتطوير كفاءات ومهارات لاعبينا الوطنيين، وتجعلنا ننتظر بأمل عودة العلم القطري ليخفقَ مجدداً في البطولات الإقليمية والقارية والدولية، بإذن الله.