12 سبتمبر 2025

تسجيل

نعمة.. التي أصبحت نقمة

08 مايو 2024

مازالت تداعيات اعتصام طلاب جامعة كولمبيا مستمرة الى اليوم بعد ما بدأت شراراتها التي تحولت من اعتصام عادي لطلاب في ساحة جامعة الى ساحة اعتقال للطلبة. ومن المعلوم أن كل الاحتجاجات التي حدثت في أمريكا من قبل قد بدأت من الجامعات. تعتبر هي المرة الأولى التي تقتحم فيها الشرطة حرم الجامعة منذ احتجاجات حرب فيتنام في نهاية ستينيات القرن الماضي. ويجدر الإشارة الى أن جامعة كولمبيا من أعرق الجامعات الامريكية، والأكثر جامعة حصولا على جائزة نوبل، بالإضافة الى أنها التي درس بها اينشتاين. حيث أثارت الغضب نعمة شفيق رئيسة جامعة كولومبيا التي تصدرت الاخبار العالمية، حيث لم يكن اسمها معروفا قبل هذه المظاهرات. نتيجة استدعاء الشرطة لفض اعتصام طلاب الجامعة في ساحة الجامعة للتعبير عن تضامنهم مع غزة. ويهتف الطلاب لغزة والتنديد بالإبادة الجماعية، وما ترتب عليه من اعتقالات التي شملت الطلاب والأساتذة. وأثناء هذه الاحتجاجات تم إلغاء الحضور في الفصول الدراسية لتهدئة التوتر الطلابي في الحرم الجامعي. في السياق ذاته يعتبر انتهاكا للحرية الأكاديمية وانتهاكا للحقوق القانونية. بالرغم من ان هناك بروتوكولا يسمح بالمظاهرات السلمية في الجامعات، فالجامعة مكان للبحث عن الحقيقة والنقاش وليس للقمع والاعتقالات. والعجيب ان جامعة كولومبيا بدأت ولحقتها جامعات أخرى، منها هارفرد وبريستون بالإضافة الى ثلاث وثلاثين جامعة أخرى. بالمقابل والعجيب في الأمر أنه وفي الوقت الذي تتم فيه الاعتقالات للمتضامنين مع غزة، تطلق الحرية للجماعات المؤيدة للكيان الصهيوني بالمظاهرات دون قيود ولا اعتقالات. فبدلا من ان تفض نعمة شفيق الاعتصام الطلابي تحول الى قضية راي عام. ولكنها دون أن تقصد انها خدمت القضية الفلسطينية وغزة في نفس الوقت ووجهت العالم على حرب الإبادة المستمرة الى اليوم على الأبرياء في على غزة. هنا تستعيد أمريكا ماضيا قمعيا ضد الطلاب للمرة الأولى بعد احتجاجات حرب فيتنام. وخاطر الطلاب الذين اغلبيتهم من الأمريكيين المتميزين وأبناء الأثرياء. ونسبة قليلة من جنسيات أخرى خوفا من سحب المنح الدراسية أو الغاء تأشيراتهم. الى جانب أن منهم من يتم اعدادهم للعمل في الكونجرس وإدارة الولايات المتحدة ووظائف أخرى غاية في الأهمية. وفي السياق ذاته يطالب اللوبي الإسرائيلي باستقالة شفيق التي اعترفت بتأجيج المظاهرات بعد استدعاء الشرطة الامريكية، بتهمة التعدي على الممتلكات ما شكل ذلك نقطة تحول. وذلك يؤكد مدى سيطرة اللوبي اليهودي في الجامعات، ومن المعروف أن الكيان الصهيوني يخشى من تظاهرات الجامعات لأنها لن يتوقف تأثيرها ولا يستطيعون ايقافها لأنها ستتحول الى كرة ثلج يكبر حجمها. لأنها غاية في الخطورة وتؤثر اقتصاديا على أمريكا. فشلت رئيسة الجامعة نعمة شفيق في محاولتها لتجنب مصير رئيسات جامعات عريقة اضطررن للاستقالة، من أجل الحفاظ على منصبها بأن تكون ملكية أكثر من الملك. بل قدمت معروفا كبيرا للفلسطينيين، بأن سلطت الضوء على قضيتهم، ولكنها كل ما فعلته هو خدمة غزة، ولتجعلها نقمة على أمريكا واسرائيل. لا يقاس المنصب وحسن التصرف في الأمور مع التعليم والشهادة فقد ينسف كل ما تعلمته بسبب سياسة القمع والاستبداد المواقف دائما كاشفة وموقف نعمة شفيق غير مشرف أبدا إزاء الطلاب المحتجين نصرة غزة. ولكنها حولت هذه الاحتجاجات الى نعمة للفلسطينيين ونقمة على أمريكا التي اشتعلت جامعاتها وامتدت أيضا الى جامعات كندا واوروبا. ختاما يقول الله عز وجل «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم». كل هذا وبيني وبينكم...