16 سبتمبر 2025

تسجيل

الدوحة.. عاصمة عالمية للحوار

08 مايو 2024

جاء انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان، أمس، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، امتدادا للدور الحيوي الذي تلعبه دولة قطر كمنصة عالمية للحوار والتقريب بين الشعوب والثقافات والأديان، وهو ما يظهر في الحضور النوعي المشارك في هذه الفعاليات من صناع القرار والسياسيين والأكاديميين والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية. ولعل أجندة هذه النسخة الجديدة من المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان، والتي في مقدمتها موضوع الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة، حيث عقد المؤتمر تحت شعار «التكامل الأسري.. دين وقيم وتربية»، تعكس قناعة دولة قطر الراسخة فيما يتعلق بمحورية الأسرة في بناء المجتمعات، ومركزية الدين والأخلاق في هذا البناء، وهو الأمر الذي ينص عليه الدستور القطري في مادته (21). إن اهتمام دولة قطر بموضوع الأسرة وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة، يأتي انطلاقا من أن قضايا الأسرة تمثل العامل المشترك الذي يمكن أن يجمع قضايا المجتمعات بكل مكوناتها، فضلا عن مركزيتها كعامل مؤثر وفعال على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث تعتبر الأسرة اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع. وفي هذا السياق، لا تدخر دولة قطر جهدا في السعي المتواصل، على الصعيدين الاقليمي والدولي، لحشد كل الجهود لصالح الأسرة، وتعزيز المناصرة الدولية لقضاياها، لإدراكها بأنه لا يمكن فصل قضايا الأسرة عن كافة قضايا العالم المعاصر، التي باتت لا تعرف حدودا، ولا يقتصر خطرها على من يواجهونها وحدهم، بل وأضحت تشكل تهديدا على السلام والاستقرار. لقد باتت الدوحة عاصمة عالمية للحوار الحر، القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر وثقافته ومعتقداته ومقدساته والتعامل مع الاختلاف على أنه سنة إلهية لا ينبغي مواجهتها بالمنطق الاقصائي، بل اعتبارها عاملا ايجابيا يفتح آفاقا إنسانية جديدة لصالح البشرية، والتعاون المشترك بين الشعوب للتصدي للتحديات وإيجاد حلول للتعامل مع القضايا المعاصرة.