10 سبتمبر 2025

تسجيل

طيور تطير وأخرى تحط

08 مايو 2023

أُشبه المناصب التي تُمنح للبعض، سواء كان ذلك عن جدارة أو كان من باب الاسترزاق أو للمكانة الاجتماعية أو كي لا يُطوله مقص التقاعد الذي ينزع الدسومة من الراتب ويصبح قليل الدسم. ما علينا هذا ليس من شؤوني فـ لله سبحانه في خلقه شؤون والمناصب أُشبها بالطيور التي تطير في كل مكان تحط على هذه الشجرة أو تلك التي تطير منها، وهذه الطيور ليست لها مواسم معينة، فلربما تطير منها في أي لحظة وتذهب إلى أخرى، فالأشجار متشابهة في أشكالها لكن تختلف في ثمارها فمنها ذات إنتاج غزير وله ثمار متفاوتة في حلاوتها ومنها ذات ثمار قليلة يتساقط أكثرها قبل الأوان قبل أن ينضج ويحين موسم قطافه، ومنها عديم الثمار وقد لا يصلح حتى للزينة، وكان من الخطأ الكبير بأن يُزرع مثلها فهي تستهلك مياها كثيرة دون أي طائل منها، ومنها ما فيها أشواك كثيرة يتأذى الناس منها وقد لا تصلح حتى وقود تدفئة. ومن الطيور ما فيه عمى ألوان يذهب إلى أشجار يابسة الأغصان لا خضرة فيها ولا شكل حسن، ومنها ما يذهب إلى أشجار للزينة عندما تراها تقول ما شاء الله عليها يا أرض اتهدي ما عليك قدي، وهي عبارة عن مثل ما نقول زبرة على باير، ومنها ما يذهب إلى أشجار مُعينة لا يفارقها من نفس الفسيلة والفصيلة مع أن هناك أشجارا غيرها كثيرة وافرة الظلال حلوة الثمار لربما أفضل منها غير مُكلفة لا تحتاج إلا لقليل من الماء والتربة الصالحة، ولكن مقاييس الاختيار في العالم الثالث مختلة، فقد تتغلب الواسطة والتزكية والحكم على الظاهر وفلان وعلان على المواصفات المطلوبة التي يجب أن تتوافر لكل من يُسند له منصب فيه مصالح البلاد والعباد. وتخيل عندما يأتي مسؤول قد لا يعرف الكوع من البوع أو الخنصر من البنصر ويستلم تركة كبيرة من المسؤوليات أكبر من مقاسه ويمسك بدفة قيادة سفينتها فبدل أن يصل بها إلى بر الأمان يكون مصيرها إلى الغرق وضياع أكثر ممتلكاتها من مال البلاد والعباد.