17 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطينُ: نكباتٌ في الذكرى السبعين للنكبة

08 مايو 2018

بينما تنوحُ فلسطينُ في الذكرى السبعينَ للنكبةِ، وتدفنُ غزةُ شهداءها، وترحلُ قلوبُ وعيونُ العربِ والمسلمينَ إلى قدسنا الشريفِ وأقصانا المباركِ، يخرجُ علينا نفرٌ منا ينادونَ بحقوقِ اليهودِ في فلسطيننا، ويتنكرونَ لعقيدتنا، وهويتنا الحضاريةِ، وتاريخنا. ولنقرأ ما يقومونَ به في النقاطِ التاليةِ:  1) الحقُّ التاريخيُّ المزعومُ لليهودِ: لابد لنا من قراءةٍ دقيقةٍ للتاريخِ الذي يخبرنا بأنَّ وجودَ اليهودِ في فلسطينَ كان مجردَ جزءٍ صغيرٍ جداً من الشعوبِ التي حكمتها إمبراطورياتٌ وممالكُ كالفرسِ والبابليينَ والآشوريينَ والرومُ، وحتى في فلسطينَ نفسها، كانوا أقليةً ضئيلةً بين أكثريةٍ من شعوبٍ عربيةِ المنبتِ والجذورِ. وكانوا عدوانيينَ يثيرونَ القلاقلَ، فتعرضوا لعقوباتٍ شديدةٍ من تلك الإمبراطورياتِ والممالكِ. ويقودنا هذا الحديثُ إلى ما أخبرنا به القرآنُ الكريمُ عن أنبياءَ وملوكٍ منهم، وهو أمرٌ نؤمنُ بقطعيةِ صحته، ونقرأه من جانبٍ واقعيٍّ يخبرنا بأنهم كانوا ملوكَ بلداتٍ، ولم يقيموا دولاً مؤثرةً في زمانها. فعلى سبيلِ المثالِ، لم يكنْ لهم ذكرٌ حتى كشعبٍ في تاريخِ ممالكِ الفينيقيينَ الذين أقاموا إمبراطوريةً حكمتْ سواحلَ الشامِ، ومعظمَ شماليِّ أفريقيا، وجنوبيَّ فرنسا وإسبانيا، وكادتْ تطيحُ بالإمبراطوريةِ الرومانيةِ في عهدِ هانيبعل في الفترةِ من 218 - 201 قبل الميلادِ. إذن، لا يوجد حقٌّ تاريخيٌّ لهم في فلسطيننا رغم المناداةِ به من قبلِ بعضِ المحسوبين على أمتنا العربية كعبد الحميد الحكيمِ وأنور عشقي وسواهما من إعلاميينَ وكتابٍ سعوديينَ أصبحوا أشدَّ تصهيناً من الصهاينةِ أنفسهم، فأساءوا لدينهم وأمتهم وبلدهم. 2) عداءُ المتصهينينَ للعربِ والمسلمينَ: وهو ما نراه في تغريداتٍ مسفةٍ يتقربُ بها أصحابها من قيادتي الإماراتِ والسعوديةِ الساعيتينِ للاعترافِ بالكيانِ الصهيونيِّ والتخلي عن القدسِ الشريفِ، فأخذوا يغردونَ طاعنينَ في القضيةِ الفلسطينيةِ، وداعينَ للاعترافِ بالحقوقِ التاريخيةِ لليهودِ، وهازئينَ بأشقائنا الفلسطينيينَ وتضحياتهم وحقوقهم. فوصل الأمرُ بالسعوديِّ خالد الأشاعرة إلى وصفِ القضيةِ بالقذرةِ، وقام سعوديٌّ آخرُ هو لؤي الشريفِ بالترحمِ على مجندةٍ صهيونيةٍ قائلاً إنه يسأل (ربَّ الجنود) أنْ يرحمها، وتناسوا أنَّ الصهاينةَ قتلوا ويقتلونَ العربَ والمسلمينَ، وعميتْ بصائرهم فلم يروا الشهداءَ في مسيرةِ العودةِ المباركةِ في غزةَ الحبيبةِ. ورغم ذلك، فإنَّ هؤلاءِ النفرَ من الساقطينَ أخلاقياً هم قلةٌ من الذين باعوا آخرتهم بدنيا سواهم، ولولا القمعُ والاستبدادُ لهبَّ شعبا البلدين مغردين بدعم القضيةِ الفلسطينيةِ وأشقائنا الفلسطينيينَ.  3) الخروجُ من التاريخِ: السعوديةُ ليستْ كسواها من الدولِ، فهي حاضنةُ الحرمينِ الشريفينِ، وأرضُ الرسالةِ الإسلاميةِ، وحينَ تعلو الأصواتُ النشازُ فيها بالدعوةِ للتخلي عن القدسِ للصهاينةِ، فإنها تفقدُ قوتها الحقيقيةَ الوحيدةَ المتمثلةِ بارتباطها بالإسلامِ في قلوبِ العربِ والمسلمينَ، وتسيرُ نحو الخروجِ من التاريخِ بتحولها لدولةٍ بلا دورٍ ولا تأثيرٍ. كما أننا نستغربُ هذا المنَّ والأذى والتكبرَ في تغريداتِ الذبابِ الإلكترونيِّ السعوديِّ التي تقولُ إنَّ المملكةَ قدمتْ الكثيرَ للفلسطينيينَ، ويتناسونَ أنَّ هذه قضيةُ أمةٍ وعقيدةٍ شاركَ الجميعُ في دعمها بما استطاعوا تقرباً إلى اللهِ، وحفاظاً على هويتنا وتاريخنا ووجودنا، ومن المعيبِ والمخزي أنْ يتشدقَ بعضنا بما قدموه لها متناسينَ أنَّ قطرةَ دمٍ من شهيدٍ هي أثمنُ من أموالِ الدنيا. لا نقول إلا: قد أسمعتَ لو ناديتَ حياً.  4) الدورُ الإماراتيُّ: فهي تقومُ بدورٍ هائلٍ في تفتيتِ الدولِ العربيةِ، والقضاءِ على كلِّ مخططاتِ تنميتها ونهضتها، بل إنها تقومُ باحتلالِ أجزاءَ من اليمنِ بالقوةِ العسكريةِ. ثم يتعاظمُ دورها اللا إسلامي واللا عربي، فيشاركُ فريقا الدراجاتِ الإماراتيَّ والبحرينيَّ في مناسبةٍ رياضيةٍ دعائيةٍ في ذكرى قيامِ الكيانِ الصهيونيِّ. وغيرُ بعيدٍ عن مسارِ السباقِ، يقفُ الأقصى شامخاً هازئاً بهؤلاءِ المشاركينَ في ذبحه. إنَّ ما تقومَ به الإماراتُ يدفعنا للبحثِ في سياساتها وتحليلها بدقةٍ إذا أردنا تحقيقَ الأمانِ والأمنِ لأمتنا، والقضاء على مؤامراتِ الصهاينةِ والمتصهينينَ.