12 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا يعرف كم عانت المرأة قديما، وكم مرت عليها عصور مظلمة كانت تعتبر فيها مخلوقاً عديماً للأهلية، وكائناً غير مؤهل لممارسة حقوق الإنسان لأنه ليس له حقوق أصلاً، فهو يأتي في المرتبة الأخيرة، وكل ذلك ببساطة لسبب واحد فقط وهو كونها امرأة .. فهذا هو حكم المجتمع عليها، وتلك هي قيود الجاهلية التي لم تكن في كثير من الأحيان لتسمح لها حتى أن تعيش وتأخذ حقها في الحياة، وفي الحقوق المرتبطة بالحياة .فقرأنا في القرآن الكريم كيف كانت الفتاة تدفن حية حين ولادتها {وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت} فكانت تعد مصيبة حلت على والديها وخزياً يجب التخلص منه، إلى أن جاء ديننا الإسلامي الحنيف وأعطى المرأة حقها في الحياة، بل والحياة الكريمة، والحصول على كافة حقوقها وملكيتها الشخصية، وأعطاها حريتها المقرونة بإنسانيتها والمقيدة بالضوابط الشرعية التي تعد في مصلحتها ومن أجل أن تضمن لها حياة كريمة.ولكن حين يفقد الدين، وتنعدم الإنسانية، ويتحول البشر إلى وحوش ناطقة حينها فقط نسمع عن قصة الفتاة الأردنية بتول حداد ونقرأ ذلك الخبر الذي هز أرجاء الأردن والعالم العربي والإسلامي جميعاً حيث قتلت الفتاة الأردنية العشرينية بتول حداد على يد والدها بعد أن خنقها وقام بضربها بحجر على رأسها وبسيخ حديدي على جسدها حتى فارقت الحياة، وذلك لأنها اعتنقت الإسلام بعد أن كانت مسيحية.فأي قلب يحمله هذا الأب المجرم المتعصب للمسيحية، وأي قسوة وإجرام يحمله هذا القاتل الذي يقترض به أن يكون هو من يحميها ويحافظ عليها، ولكن الله تعالى شاء أن يكتب لهذه الفتاة البريئة التي دفعت حياتها ثمناً لإسلامها ميتة بثبات على الحق فنسأل الله تعالى أن يرحمها ويتقبلها في الشهداء والصالحين.وفي قصتها لنا ألف عبرة وعظة، فكم منا من ولد وكبر في أسرة مسلمة دون أن يعرف قيمة هذا الدين الذي يموت آخرون من أجله.وكم من فتاة لم تعرف قيمة الحجاب ومعنى الحفاظ على العفة والنقاء، في حين دفعت بتول وغيرها شبابهم من أجل تلك القيم العظيمة.فلنقف مع أنفسنا وقفة صادقة ونعيد حساباتنا مع الله ومع أنفسنا ومع ديننا العظيم.