10 سبتمبر 2025

تسجيل

داء الأمة في ردائها

08 أبريل 2024

من مشاكل العرب الأزلية أنهم لا يَعون بما يدور من حولهم من أحداث حتى ولو كانت خطيرة فبعضها من صُنع أيديهم أو بمشاركة أيادٍ أخرى، فما زالت السلبية عندهم سيدة الموقف ويظن أكثرهم أنه بمأمن من خطورتها. فالعالم العربي للأسف الشديد منذ زمن يُراد له أن تعصف به رياح الأحداث والحروب والمشاكل السياسية وساعد على ذلك بعض الأيادي التي تعبث في كل مكان. فأينما تولي وجهك ترى أثر بصمات هذه الأيدي الغير حسنة تُغذي النزاعات البينية والاختلافات السياسية. والصراعات على الثروات وعلى السلطة والتسلط، ومن يتحمل هذه التبعات الشعوب المسكينة المغلوبة على أمرها التي تعاني شديد المعاناة من هذه الأحداث العبثية وخصوصاً في ظروف معيشة سيئة جداً وفقر ونزوح. بينما أرزاق هؤلاء تذهب للحروب والتنافسات السياسية اللعينة التي خربت الدول وعطلت فيها كل مقومات التنمية وأرجعتهم إلى الوراء. حتى الشعوب الخليجية ليست بمأمن منها وهي التي كانت مسالمة في يوم من الأيام قبل أن تتغير طبيعتها وتأخذ منحنى آخر فهي ليست ببعيدة عن الأحداث أصبحت في خضمها بطريقة أو أخرى. فمن يرى الذي يُكتب على قنوات التواصل للأسف لا يَسر ويدعو للحزن والأسى وكيف وصل الحال بالبعض فوق التخاذل العربي المُخزي اتجاه الشعب الفلسطيني. فتُشن عليه حملات مسعورة من السب والقذف والتخوين والتشفي بما يحدث في غزة ولأهل غزة من بعض ناقصي العقول وفاقدي البصر والبصيرة من الذين يكتبون عبرها ولا نعلم هؤلاء بأي دين يدينون أو من يوجههم. ولكن نحن نعلم أن الله القهار يداول الأيام بين الناس ولا أحد بمأمن منها. كما الواجب الديني يقول للذين آمنوا بأن لا يتخذوا أولياء من دون الله ومن يفعل ذلك ينتظره مصير أسود ومن المفروض أننا إذا لم نستطع مساعدتهم أن نكف أذانا عنهم وهذا أقل شيء. فما يعانونه لا يُقارن بأي معاناة لا من قبل ولا من بعد، كما أنني أشك بأن هؤلاء سقم الأمة بأنهم لن يدافعوا عن أوطانهم كما فعل أهل غزة والمدافعون عنها.